اخطائي بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
ونكزته برفق به موبخة بنظرات زائغة تخشى أن يكون استمع إليهم احد
بطل يا معډوم الادب هتفضحنا ضحك تمتاع على خجلها ثم همس من جد متوعدا
هبطل دلوقت بس لما نروح هعرفك معډوم الادب هيعمل فيك ايه
هزت رأسها بلا فائدة وثبتت نظراتها على لها و تحاول ان تتغلب على توترها وتستمد القوة منه كعادتها ليد هو اكثر على كف ها وكأنه يطمئنها انه معها ويؤازرها بكل اوقاتها وحين رفعت نظراتها إليه غمز لها بتلك البسمة البشوشة الدافئة التي لطالما اشعرتها بالطمئنينة والأمان
فوق الصوتية على بطنها ساد الصمت لدقائق لحين ابتسمت الطبيبة وهي تتمعن بشاشة الجهاز لتتسائل ثريا مترقبة
خير يا دكتورة طمنينا ربنا يكرمك
هزت
الطبيبة رأسها وقالت مطمئنة
خير يا حجة نادي ابنك علشان يشوف ولاده
ولاده ازاي يعني
المدام حامل في توأم يا حجة الظاهر قدامي كيسين حمل مبروك
تهللت اسارير ثريا وقالت بفرحة عارمة وهي تربت على كتف نادين التي كانت مصډومة وغير مصدقة
يا ألف نهار ابيض يألف نهار مبروك الحمد والشكر لله ربنا يقومك بالسلامة يا بنتي ويجعلهم بارين بيك وبأبوهم
ليبتسم بأتساع حتى كادت البسمة تشق ه وهو يرى انعاكسهم المموه على شاشة لتقول الطبيبة وهي تجفف الچل الداعم عن بطنها بأحد المناديل الورقية
مبروك يا استاذ يتربوا في عزك
مش مصدق يا نادين مش مصدق
بجد مبسوط يا يامن
ربنا يخليك لينا يا يبي
ويخليك ليا يا قلب وروح يامن
تحمحمت الطبيبة كي تقاطعهم
طيب يا مدام نادين هكتبلك على ڤيتامينات وشوية تحاليل تعمليها واسبو وهشوفك تاني علشان اقولك على جنسم
هزت رأسها ببسمة واسعة ليتناول هو من ها الروشتة التي خطتها وتضيف ثريا قائلة أن يغادروا عيادتها
كانت تود أن تأخذ وقتها ولذلك جعلته ينتظر قليلا فقد أدلت بموافقتها بالفعل من وتم عقد قرانهم اخيرا شهرين من زفاف اخيها و احتفال بسيط ضم الأصدقاء والاون اصطها هي وبناتهم إلى أحد القرى الساحلية كي يقضوا بها شهر العسل و أن اطمأنوا على بناتهم برفقة دادة مة التي أصر هو أن يصطها كي تقوم برعايتهم خصيصا فقد سار برفقتها إلى ذلك الجناح الفخم الذي قام بحجزه مخصوص لها بأحد الفنادق السياحية الفاخرة.
مټخافيش مني يا شهد
تلعثمت وتوترت وهي تحاول تنظيم انفاسها
مش خاېفة بس يعني متوترة شوية
التوتر هيضيع متقلقيش وبكرة تاخدي عليا
هزت رأسها تؤه ليستأنف وهو ير ها كي تواجهه
طيب ممكن تقلعي
اوعي تي عني وتغربيني تاني أنا معاك بحس أني كنت في غربة ولقيت الأمان والراحة والدفى اللي مبتتحسش غير الوطن وأنت وطني اللي كنت متغرب عنه يا شهد
تعالت وتيرة انفاسها
وتلجم لسانها وكاد توترها أن يقضي عليها
مر أكثر من شهرين عليها وقد حرصت خلالهم أن تواظب مع طبيب نفسي كي يساعدها على ترميم ذاتها ويصالحها عليها مثلما اقترح نضال لا تنكر أن قرارها في اللجوء للاستشاري النفسي اتى متأخر ولكن منذ ذلك اليوم التي تحدث معها في المشفى وصرح لها وشيء يثقل قلبها ويشتت عقلها و رغم ذلك كان حديثه حافز لها فنعم قد ادركت انه محق هي بحاجة أن تتصالح مع ذاتها اولا حتى لا ټأذي من حولها مثلها وبالفعل تشعر الآن أن السلام سكن دواخلها فلم تعد تشعر بالسوء من حسن بل ايقنت أن ما فعله لم يكن إلا بسبب خضوعها وضعفها والسماح له تغلال نقاط ضعفها مما اعدم ثقتها بنفسها وتلك كانت علتها التي تخطتها وتعافت منها فلم تعد تلك الضعيفة التي يستطيع الاستخفاف بها فقد ساندته بمحنته وتكفلت بكل شيء في سبيل ابنائها فلم يهن عليها أن تقف مكتوفة الأي وتتركه يخسر كل شيء و رغم إلحاحه عليها الذي لم ينفك عنه إلا أنها لم تود أن تكرر المحاولة وكيف تفعل وتعيش تحت سطوته من جد وهي تستمتع
بالاستقلالية المطلقة. تلك القناعات التي أصبحت تؤمن بها فلا حاجة ل لتت به سعادتها هي ناجحة ولديها كل الإمكانيات الممكنة لتستطيع جلبها لذاتها فيكفي انها ستحيا بسلام وبكرامة مع ابنائها وعلى ذكر ابنائها اوجعها ضميرها ورغم اقتناعها التام برفضها إلا أن مع تعلق ابنائها ومطالبتهم به نمى شعور بالذنب بأحشائها وظل يطعن بها فمنذ وعكته الصحية وعلاقته بهم قد توطدت ويراودها دوما أنها جارت على حقهم بأنفصالها وهنا عدة تساؤلات منطقية لاحت بعقلها ماذا إن عادت له ولمت شملهم من اجل ابنائها هل سيستريح قلبها ويسكن ضميرها هل يتوجب عليها تحاشي نظرة المجتمع والټضحية من أجل ابنائها وإن فعلت هل ستسطيع أن تتعايش معه من جد وهل سيت تغيرها أم سيحاول هدمها حقا لا تعلم ما يتوجب عليها فعله فالخيار الصعوبة بالنسبة لها يأما ترضي ذاتها وتظل على رفضها
يأما أن تتخلى عن حقها وتبدي مصلحة ابنائها و تضحى براحتها التي لا تضمنها معه وتعود من أجل أبنائها. حقا لا تعلم ما يتوجب عليه فعله فكل ما ينغص حياتها أنها مؤنبة وضميرها ينهش بها تجاه ابنائها
ذلك ما كان ور برأسها وهي ممدة في فراشها تتوسط ابنائها و
تشعر أن شيء ينقصها رغم اكتمالها.
مامي عايز اشرب
انتشلها صوت الصغير من شرودها لتعتدل وتناوله كوب الماء الموضوع اعلى الكمود ليرتشف منه ويرده لها متسائلا
مامي منمتيش ليه
ابدا يا شريف في حاجة شغلاني
اك ع ميلاد بابي أصله بكرة
ضيقت اها تتذكر الأيام وكم تعجبت كونها تناست يوم كذلك وسابقا كانت تعد عدة الاحتفال به من ها ة أيام ليضيف الصغير
مامي انا عايز اروحله ونحتفل معاه ونجيب تورتة وهدية كبيرة
وافقت هي ببسمة هادئة
حاضر يا يبي بكرة هنروح نزوره بس هنتصل بيه ها
لأ يا مامي خليها مفاجأة
تمام حاضر اللي أنت عايزه يلا بقى نام علشان ننزل بكرة بدري نشتري الهدية
هار اسوح جايبلي خمړة يا كاظم ده انت يومك مش فايت
قالتها شهد بإندفاع كعادتها المتأصلة وهي تهز به اتلقي أمامها فز من غفوته القصيرة وقال متفاجئا
في ايه يا شهد حرام عليك حد يصحي حد كده
رفعت زجاجة الشراب أمام نظراته وتخصرت قائلة
في دي يا استاذ يا محترم!
لتلوي ثغرها يمينا ويسارا متحسرة
ياخسارة الهيبة اللي حلت يها الخيبة
زفر انفاسه وحاول تهدئتها
طب ممكن تهدي ومتكبريش الموضوع
لأ بقولك ايه انت مستقل پغضب ربنا أنت مسلم واك عارف انها حرام
تحمحم بحرج
عارف
وبتغضب ربنا ليه طالما عارف ده احنا بنتشعبط في رضاه
حاول التفسير لها
لما كنت في ايطاليا الخواجات بيشربوه بدل الميه علشان فيهم وبصراحة دي خصلة مش كويسة خدتها منهم
وهنا قالت بقناعات تربت عليها ورسخت بها
لأ احنا لازم نبقى على نور من اولها انا لا يمكن ا بكده أنا عارفة أن في فرق بين عيشتي وعيشتك زي السما والأرض وفي فوارق كتير ما بينا بس ڠضب ربنا مفهوش فوارق
أخر مرة اوعدك انا بس قولت علشان نحتفل بأول ليلة لينا مع بعض
ده انت كأنك
قاصد ربنا ما يكرمناش ولا يباركلنا
مش قاصد وبعتذر يا شهد مش هتتكرر تاني واوعدك عمري ما هحطها على بقي
حقك عليا
خلاص سماح المرة دي
.
ابتاعوا قالب كيك كبير كتب عليه حروف اسمه والعد من بالونات الهيليوم الملونة وقد جلبت له ساعة ذهبية قيمة
والعد من الملابس التي كان يفشل في شرائها وكانت تتكفل هي بها وهاهم وصلوا امام باب الشقة يطرقون عليه طرقات متتالية متحمسة ولكن حين فتح الباب وأطلت عليهم تلك السة تجمدوا بأرضهم حين صړخت بهم
جرا أيه منك ليها بتخبطوا كده ليه على الباب هو بيت ابوكم!
تشبثوا الصغار بساق رهف پخوف لتقول هي بشراسة وهي ترمقها شذرا من اخمص قدمها لاعلى رأسها
اه بيت ابوهم واتكلمي عدل أنت مين وبتعملي ايه هنا
اجابتها وهي تلوك علكتها بطة فظة وتتخصر أمامها
آآآه افتكرتك انت طليقته اظن فاكراني انا اللي جيت سألت عليه في اتشفى
ات رهف غصة بحلقها واعادة صياغة سؤالها
ايوة عرفت بس بتعملي ايه هنا بالمنظر ده مش فاهمة!
طالعت سميرة قميص نومها الصارخ الذي يظهر من أسفل مأذرها الشيفون ثم أجابتها ببسمة منتصرة وكأنها فازت بجائزة
هو انا مقولتلكيش أصل مستر حسن كتب عليا ليلة امبارح
أصله ياي وحداني وعايز حد يونسه وملقاش احسن مني
شهقوا الصغار بينما هي ظلت لثوان متجمدة بأرضها لا تستوعب ما نطقت به وحين فعلت نمت بسمة على ثغرها وظلت تتسع إلى أن تحولت إلى ضحكات هستيرية متلاحقة
بتضحكي على ايه عايزة افهم
قالتها هي بصوت جهوري وهي تضع ها بخصرها وتنظر لهم بنظرات جعلت الصغار يرتعبون منها تزامنا مع خر يرتدي روب الاستحمام ويجفف شعره بمنشفة صغيرة وماإن رآهم ش ه وسقطت المنشفة من ه وهمس مها
رهف
هزت رأسها وتزات ضحكاتها ثم تخطتها وتقدمت منه تضع به قالب الكيك وتلك الاشياء التي كانت يساعدوها ابنائها في حملها ثم قالت متهكمة بسخرية مريرة
اه رهف
مبروك يا عريس فرحتلك أنا وولادك كنا جاين نحتفل بع ميلادك بس يظهر أنك احتفلت بطتك مبروك
زاغت نظراته وحاول التبرير وتقمص دور الضحېة كعادته
رهف انت فاهمة غلط خليني افهمك انا اتجوزتها علشان
تشوف طلباتي
صدر صوت ساخر من فم سميرة ولوت فمها على خنوعه وتبريره لها التي عقبت عليه مستنكرة
طلباتك ده ايه شايفني الفلبينية اللي بتدفعلها بالدولار وين انت خاېف منها ليه قولها أنك كنت ھتموت عليا واتجوزتنى علشان أدلعك النكد اللي عيشتك فيه
زعق بها بعصبية كي يخرسها
اسكت الله يخربيتك
ابتسمت رهف بسخرية ونفت برأسها بلافائدة وعقبت على حديثها وكأن الأمر لم يعد يعنيها
متتعصبش يا حسن هي من غير ما تقولي أنا عارفة كويس اسبابك واظن شرحتها ليا تفاضة في مرة كده
لتهزأ من ذاتها ومن ذلك القرار الغبي التي كادت أن تقدم عليه لولا رأفة ربها
عارف أنا كنت فاكرة اللي فات غيرك وكنت بحاول اقنع نفسي اعيش معاك علشان خاطر الولاد بس انت رغم ندمك كده إلا أنك اثبت بكل براعة أن اللي فيه طبع عمره ما يقدر يغيره
نكس رأسه بخزي بينما هي تنهدت بضيق و صوبت نظراتها لأطفالها وتسألت
توا تقعدوا مع بابي يا ولاد تحتفلوا معاه وارجع اخدكم
نفوا
الاثنين سويا وهم ينظرون پخوف ل سميرة التي تقف تتخصر وتهز قدميها لترشقها رهف بنظراتها ثم تسترسل
طيب قولوا لبابي كل سنة وهو طيب علشان نمشي
عاوه
متابعة القراءة