اخطائي بقلم شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


حق عليك مش معنى أنك طلقت امهم يبقى تنساهم وتاخدهم في الين
انا بټعذب من غيرهم يا خالتي ونفسي اشوفهم واهم واشم ريحتهم بس خاېف رهف تطردني وتكسفني قدامهم
بلاش حجج فارغة روح وشوف ولادك رهف اصيلة ومستحيل تعمل كده...
طب تفتكري في
أمل تسامحني
رغم انها تعاطفت معه كأي أم ولكن تعلم حق المعرفة انه يستحق هو من اوصل ذاته لهنا لذلك ردت عليه بصراحة عادلة كي ترضي ضميرها

تسامحك ازاي يا ابني ده أنت حړقت كل المراكب وراك ومخلتش ط رجعة وين أنت اللي فرطت فيها وعمرك ما عرفت تحافظ عليها...وكنت مصمم على اختيارك ومفكرتش حتى تتراجع عنه في سبيل ولادك و كنت بتبرر اللي عملته و بتفرض عليها جوازك من التانية بالعافية وعايزها تت وترجعلك الفلوس وتفضل ذليلة ليك... 
وحتى في عز ما كانت مکسورة روحتلها بس علشان تساومها ومفكرتش في حاجة غير مصلحتك
مرر ه بخصلاته وقال بقناعات مازالت راسخة بركن ما من عقله رغم كل شيء
يا خالتي متصعبهاش عليا انا عارف إني غلطت وضعفت وين انا معملتش حاجة حرام انا
اتجوزت ومنكرش إني ندمت ...
الندم متأخر ومبقاش يف يا حسن
أنت جاية عليا يا خالتي
انا نصحتك كتير وكان عندي أمل تغير من نفسك بس أنت عمرك ما اتعظت ومع ذلك هكلمها يا حسن ومش علشانك لأ علشان العيال و علشان ابقى عملت اللي عليا وربنا يقدم اللي فيه الخير
وعند أخر قولها تهللت اساريره بة وهو يأمل في فرصة ثانية تع له الحياة. 
اتى ذلك اليوم المنتظر وها هي تجلس على ذلك المقعد الوثير المقابل لفراشها التي لطالما استيقظت و وجددته يتأملها من عليه أثناء نومها فقد
فرت دمعة حاړقة كوت وجنتها بنارها ولهيب تلك الذكريات يهلك قلبها وسؤال ل واحد يتردد برأسها كيف تمكن من خداعها فإن أها حقا...كيف هان عليه فراقها .
فقد مر على غيابه شهر واربعة عشر يوم وتسع ساعات و دقيقتين وبضع ثوان 
عجاف كادت تفقد عقلها من دونه وملت من احتساب الوقت حتى تملك منها اليأس لدرجة انها اصبحت منطفئة لا تتحدث فقط شاردة ودمعاتها تنهمر من اها دون حديث ت ذلك الثوب الذي عثرت عليه بشنطة سيارته بها وكأنه كافة احلامها تت به...
انتشلها من بؤسها
دلوف ثريا قائلة بحنو 
كل سنة وانت طيبة يا بنتي
رفعت سوداويتاها الذابلة لها وقالت وهي تكفكف دمعاتها و تنهض تعلق فستانها بداخل خزانتها
وانت طيبة يا ماما ثريا
ربتت ثريا على كتفها بود وقالت ببسمة هادئة تواسيها
مش قولنا بلاش عياط حرام عليك نفسك يا بنتي
هزت رأسها واخبرتها بثبات واهي تحاول أن تجه
أنا كويسة... و هبقى احسن
إن شاء الله يا بنتي ربنا هيصلح الحال
أومأت
لها نادين بحركة بسيطة تنم عن إاطها لتتسأل ثريا
طيب ملبستيش ليه...البنات بره مستنينك...
لبست هو فستاني وحش
قالتها وهي تطالع ثوبها الذي انتقته بنفسها لتلك المناسبة البائسة...لتجيبها ثريا بعتاب
حلو يا بنتي بس لونه غامق!
علشان اسود يعني...عادي يا ماما ثريا كده كده الأيام زي بعض عندي ولولآ ميرال ونغم أصروا عليا مكنتش وافقتهم على فكرة الع ميلاد اصلا
وفيها ايه بس البنات كتر خيرهم عايزين يفرحوكي وين محدش هيحضر غيرنا
حانت منها
بسمة باهتة لم تصل لغيوم اها وقالت بيأس
عارفة... بس مبقاش في حاجة تفرحني يا ماما ثريا اليوم اللي كنت بستناه من سنين بقى كابوس بالنسبة ليا و عمري ما اتخيلت انه هيمر عليا من غيره
تنهدت ثريا واجابتها بحزن حاولت أن تداريه كي لا تزها عليها
حقك عليا يا بنتي
أنت اللي حقك عليا يا ماما ثريا انا مدينة ليك بحاجات كتير أوي سامحيني إني حطيتك في موقف صعب بينك وبين ابنك
اتها ثريا بحنو قائلة
أنت كمان بنتي يا نادين 
وين ليك عليا أول ما ربنا يهديه ويرجع لقرصلك ودانه واخليه يتشحتف عليك علشان ترجعيله
حانت منها بسمة تمثل اليأس بها فكم تمنت لو أن يحدث ذلك فعلا ويعود لها ولكن كيف وهو للأن مازال يصر على عڈابها.
الله...الله مقضينها ونا ولا على بالكم
قالتها ميرال
بعتاب و انتشتلتها بها من دوامة افكارها لتجيبها ثريا ما اخرجت نادين من ها
جايين أهو يا بنتي...
لتتدخل نغمايضا قائلة بدهشة
انا اول مرة اشوف ع ميلاد من غير تورتة
ابتسمت ثريا واجابتها
التورتة جاية في الط متقلقيش وتعالى يلا نطلع باقي الحاجة من المطبخ
انصاعت نغم لها وساروا سويا للمطبخ بينما تساءلت ميرال بقلق
أنت كويسة
أومأت لها بحركة بسيطة من رأسها لتخبرها ميرال بقلة حيلة
طب يلا نطلع علشان لازم أروح الساعة عشرة...
ابتسمت نادين وتساءلت
دي اوامر محمد مش كده!
هزت رأسها بنعم لتستأنف نادين بمغزى
هو حد جدع اوي يا ميرال اسمعي كلامه علشان بيك بجد
تنهدت ميرال وتحدثت
انا عارفة انه جدع وبسمع كلامه في كل حاجة
لتنصحها نادين ى كي لا تقع بما وقعت هي به ها
حاولي تتفهمي طباعه وتتعايشي معاها واوعي تستهتري بخوفه وقلقه عليك
مطت ميرال فمها واجابتها بعفوية
بحاول بس هو صعب اوي زي مادة المحاسبة المالية كده اللي كنا بنتهزء فيها
حانت من نادين بسمة عابرة وقالت
لسة فاكرة
اه فاكرة وفاكرة أنك كنت اشطر مني علشان يامن كان بيذاكرلك
وعند ذكره جمدت معالم ها لتتلعثم ميرال
هيرجع...هو صحيح احنا لغاية دلوقتي منعرفش حاجة وكل محاولاتنا اننا نلاقيه مجتش بفاة بس انا
متأكدة أنه مهما هيرجع علشان بيك ومستحيل هيقدر ينساك بالسهولة دي
هزت رأسها ببسمة ممزقة فوق شفاهها وبداخلها تشكك بحديثها وكأن ال اختلف منظوره عند الجميع إلا هي ...لتستأنف ميرال
طب يلا نطلع لماما ثريا ونغم 
أومأت لها نادين واتبعتها للخارج إلى
أن وصلوا لحديقة المنزل التي أشرفت ميرال ونغم على تزينها بالورود والكثير من البالونات الملونة...اوا ثلاثتهم منها وعاوها بود وبمة خالصة لها ولكن هي كانت تبادلهم المعاة ببسمة باهتة لم تصل لاها وكأنها فقدت معه سعادتها وكافة سبل الحياة...
ليجلسوا جميعا ويتبادلون أطراف الحديث حين دلفت تلك الفتاة هادئة الملامح التي تذكرتها من الوهلة الأولى تحمل بها علبة كبيرة تحمل أسم مطعمه الشهير تعلقت ها ب ثريا التي نهضت تستها بحفاوة كبيرة وتلتقط منها قالب الحلوى ثم دعتها لموقعهم
قائلة
دي رقية يا ولاد شيف بريمو وهي اللي عملت تورتة نادين
حيوها الجميع لتدعوها ثريا للجلوس بمقعدها جانب نادين وتنشغل بأخراج قالب الحلوى من علبته و وضعه على الطاولة
لتقول رقية
كل سنة وحضرتك طيبة
اجابتها نادين بإقتضاب
مرسي اوي...
لتتسأل رقية
هو حضرتك مش فكراني
لم تجيبها نادين لتسترسل هي ببسمة هادئة
أحنا اتقابلنا في مطعم مستر يامن
تجمدت نظراتها في العدم عندما تذكرت ذلك اليوم التي احتد الحديث بينهم بسببها وتعمدت أن تثير اعصابه كي تفض غليلها منه كونه مدح تلك ال رقية أمامها ودب بحديثه نيران مستعرة بقلبها وحقا لم تجد مبرر للأمر حينها ولكن الأن هي تعلم علم اليقين أنها كانت تغار عليه منها ولذلك أخذت موقع هجوم.
انتشلها من دوامة أفكارها التي قذفتها بعا صوت رقية
ماما ثريا وصتني على التورتة بتاعة ع ميلادك واصريت اجيبها بنفسي بتمنى تعجبك
ابتسمت نادين بمجاملة وشكرتها ثم تساءلت بفضول
المطعم اخباره ايه في غياب يامن
ابتسمت رقية بثقة واجابتها دون أي نوايا سيئة
ماشي زي الساعة انا بشرف على كل حاجة بنفسي ومستر يامن بيني التعليمات أول بأول
ات غصة بحلقها وتساءلت وقلبها يتلوى يترقب اجابتها
بيكلمك وبتكلميه!
اجابتها بتلقائية دون أن تنتبه لأثر حديثها على تلك البائسة من دونه
اه...بيكلمني هو وكلني بإدارة المطعم في غيابه وبجد انا ممنونة اوي لثقته وببذل أقصى جهدي علشان اكون أدها
تقلصت معالم ها وذات النيران اشتعلت بقلبها وكم شعرت حينها برغبة قوية بالبكاء ولكنها صمدت وتحاملت حتى لا ټنهار من جد أمامهم.
يلا يا نادين نطفي الشمع
قالتها ثريا وهي تها من ها لتنهض قالب الحلوى
الذي نقش عليه اسمها مثل الحزن الذي نقش تماما على ها لبقية اليوم وحمدت ربها أنه انتهى وقد كان ختامه أنها انفردت بذاتها وخاضت في نوبة بكاء هستيرية تنعي به ما توصلت له حياتها.
هناك دائما المز من الفرص للتصحيح لصياغة حياتنا بالطرق التي نستحق أن نعيش بها. لا تبددي وقتك تلعنين الفشل. إن الفشل معلم أعظم من النجاح. أنصتي تعلمي انطلقي.
اصطت أطفالها بيوم العطلة لشراء الكثير من لوازمهم وهاهي عادت بهم يوم مليء بضحكاتهم و حافل بصخبهم المعتاد...
فقد تدلوا من سيارتها التي ابتاعتها في الأونة الأخيرة وحققت تلك الرغبة المكبوتة التي كان يعارضها بها دائما ويفرض عليها أن لا تخطوا خطوة واحدة سوى معه.
فقد حملوا مشترياتهم وسارو لمدخل البناية حين تسمر شريف في الأرض وه شخصت بع لتدفعه رهف برفق
يبي يلا مالك
اجابها الصغير بحيرة
هااا أصل...
مالك يا يبي اتكلم
نفى الصغير برأسه وركض للداخل يلحق مربيته وشقيقته استغربت رهف من فعلته وجالت باها محيط المكان ولكن لم تجد شيء يثير الريبة لذلك لم تعطي اهمية للأمر ودلفت للداخل وما أن وصلت لشقتها ساعدوها في ضب الأشياء ثم بدلوا ملابسهم وها هي تدثر اطفالها بها تحاول جاهدة أن تستسلم للنوم دون ان تسمح لذكرياتهم المؤلمة أن ټقتحم عقلها ككل يوم وتورق مضجها فبرغم ذلك الصمود الذي نراها عليه نكبتها إلا أن بداخلها هشيم يصعب ترميمه فرفات الذكريات الأليمة مازالت تطاردها وكأن ذلك الچرح الغائر بقلبها يرفض الالتئام انتشلها من أعاصير افكارها صوت صغيرها هامسا
مامي أنت لسة صاحية
هااا اه يا يبي منمتش ليه !
اجابها الصغير وهو يعتدل بنومته ويتنهد بقوة
مامي انا بيتهيألي شوفت بابي واقف قدام البيت عند الشجرة 
زفرت رهف بقوة ونفت برأسها لاتصدق حديث الصغير فمن اتحيل أن يأتي إلى هنا ويتوارى عن انظارهم ف حسن التي تعرفه متبجح و أطفاله هم أخر همه ولديه أولويات أخرى غارق بها مع تلك الخبيثة المتلاعبة لذلك هدرت بنبرة ساخرة وهي تربت على خصلات الصغير
صح يا يبي اك بيتهيئلك بابي مسافر
هز الصغير رأسه واخبرها بحيرة
ممكن يكون بيتهيألي فعلا بس...
قطع الصغير حديثه ونكس رأسه خوفا أن يحزن والدته لتحسه رهف على الاستئناف
بس ايه اتكلم يا شريف!
تلعثم الصغير قائلا
انا عارف انه هو أخر مرة كان مزعلني ومزعلك بس وحشني ونفسي اشوفه
طعڼة سکين بصدرها شعرت بها فور حديث صغيرها جددت ألمها وكأن كان ينقصها فنعم تلك الحقيقة التي لامفر منها فرغم كافة افعاله المشينة لا تغير كونه والد ابنائها
ارتعش فمها وحاولت الثبات قائلة دون أن تسمح لعقلها أن يذكرها بكم الخذلان الذي اغدقها به في كنفه
أول ما يرجع اك هيجي يشوفكم
هنا قالت شيري بنبرة ناعسة للغاية ما استيقظت على همسهم
هيجي ازاي انت قولتيله متجيش هنا تاني يا مامي
اغمضت رهف اها وذكرى ذلك اليوم تمر أمام اها كأنها اليوم وليست من ثلاث شهور منصرمة ثم قالت بصمود تحاول التحلي به كلما تذكرته
كنت متعصبة يا ولاد وهو لو عايز يشوفكم انا عمري
 

تم نسخ الرابط