اخطائي بقلم شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


بس دي كانت اول مرة اشوف ابني بالحالة دي وخۏفت عليه
سألتها بعتاب مضني
وما خوفتيش عليا
سؤالها ألم قلب ثريا واحزنها ولكن يعلم الله أنها فعلت ما فعلته من أجلها لذلك ردت بحياد وبعطف أم لن تتخلى عن أبنائها مهما كانت فداحة أخطائهم
هو ابني وانت بنتي وعلشان كده مصدقتش وسبته ورجعت و كان عندي امل أأثر عليه واخليه يرجع بس هو صمم واللي في دماغه في دماغه... وعلشان كده رجعتلك علشان انت ما تكوني مرات ابني فأنت وصية غالية وعادل

طب هو فين يا ماما
ثريا لازم يسمعني هو ليه عني هو ده اللي وعدني بيه فين ال اللي كان جواه ليا...ليه معطنيش فرصة ادافع عن نفسي ليه مسمعنيش ...ليه...ليه
أجابتها بعقلانية وبثوابت مشة
علشان هو راجل يا بنتي والكلام اللي سمعه مفيش راجل يتحمله ولا يه على نفسه...
حاولت هي الدفاع عن ذاتها تماتة
بس الكلام ده غلط....انا عمري ما يت طارق ولا عمري خليته ې شعرة مني ...أنا فعلا كنت بقباله بس وقتها كنت ضايعة وجوايا هواجس كتير ملهاش اساس لكن لما عرفت الحقيقة حاولت ا وافهمه بس هو مسبنيش وكان بيطاردني... انا مش بالبشاعة دي يا ماما ثريا
لتهز رأسها وتستأنف بنبرة هستيرية مصحوبة بنحيب قوي مي القلب 
والله انا مش بالبشاعة دي انا بعترف غلطت في حقك وحقه كتير بس والله العظيم انا ندمت ...ندمت وكنت هقوله على كل حاجة بس مكنش عندي الشجاعة وجبنت وقتها وكنت مړعوپة من رد فعله واللي كنت خاېفة منه حصل واتخلى عني يا ماما ثريا وهونت عليه ...
كانت تتحدث بحړقة وبنبرة صادقة مخټنقة من بين شهقاتها المټألمة مما جعل ثريا وتقول بثقة وهي تربت على ظهرها في حنان
عارفة ...أنت كنت طايشة بس أنا واثقة إني عرفت اربيك واعلمك الصح من الغلط...دلوقتي لازم تقومي معايا علشان نرجع بيتنا
تعلقت سوداويتاها التي يكسوها الدموع وسألتها بخيبة أمل
هو هيرضى... ما رماني ورمي هدومي بالطة دي هيرضى يخليني أرجع البيت
تنهدت ثريا ى فهي تعلم أن ولدها مخطئ بذلك الأمر ولها كل الحق كي تعتب عليه ولكن لو كانت رأت الحالة التي كان عليها ربما كانت عذرته...أو لو كانت علمت ما كان ينوي عليه حينها كانت ستت أي شيء عوضا عن تنفيذ ما كان يصر عليه وهي عارضته وأصرت أن لا تفصح عنه حين طمئنتها وتها من جد لدفء ها 
ملكيش دعوة بيه ده بيتي أنا
ابوك الله يرحمه كتبه مي وانا اللي اقرر انا لو كنت نفذت رغبته وقتها فكنت بسايره وبحاول اريحه علشان ميتهورش و يروح ېقتل الكلب اللي عمل كده ويودي نفسه في داهية ...لكن خلاص اتأكدت أنه غار وابوه سفره...أصل اللي زي دول مفضوحين و اخبارهم مبتستخباش
هنا تساءلت ميرال
بحيرة
معلش اسفه في السؤال بس عرفتي مكانا منين
خرجت هي من بين ها تكفكف دمعاتها وقد لفت انتباهها السؤال وتأهبت للحصول على جوابه مما جعل ثريا تخبرهم بتنهة حانقة
يامن هو اللي قالي على مكانكم
احتلت الدهشة معالم ها الذابل وهمست پقهر وبخيبة أمل لا مثيل لها صدرت من أخر شخص كانت تتوقع أن تصدر منه
يعني كان بيراقبني وبيعرف اخباري طب أزاي... انا كنت بمۏت من غيره...هو للدرجة دي هونت عليه يا ماما ثريا يقف بع ويتفرج عليا...ونسى كل اللي كان بينا ومفيش حاجة اتشفعتلي عنده
واستها ثريا بحنو وهي تربت على صدرها راجية
معلش حقك عليا أنا...والله بكرة يروق... ابني وانا عارفاه...هو قسى عليك بس وغلاوتي عندك سامحيه واعذريه...وهو مسيره يرجع ويراجع نفسه
قالتها وهي تدثرها بين ها من جد ولكن تلك المرة وهي تدعوا الله أن يزيح الغمام عن بصيرة ولدها من أجل تلك التي دفعت سعادتها وذاقت القهر بسبب تمردها السابق وتلك الهواجس البالية التي أهلكتها وجعلت توابع خطيئتها تطاردها وتطالب بالعقاپ العادل لها.
احضرت علبة مرتبة من الشيكولاتة وبعض الحلويات الشرقية الأخرى كي تعبر عن امتنانها لتلك الجارة العطوف التي ساندتها هي و ابنها الطبيب في محنتها...وها هم يجلسون ثلاثتهم يتناوبون الضحكات ويتجاذبون أطراف الحديث ولكن رغم أن كريمة شخصية ودودة غير متكلفة إلا أنرهف كانت متحفظة قلما ما كانت تنطق وتشاركهم الأحاديث فقط كانت تكتفي بالاستماع لهم ببسمة هادئة...
مجبتوش الولاد ليه معاكم والله أنا عاتبة عليكم
قالتها كريمة لتبرر سعاد بخفة
يا طنط احنا قولنا نفصل من زنهم ودوشتهم
وبصراحة خوفنا تضايقي أنت والدكتور ده حتى شريف ابن رهف كان نفسه يجي معانا بس رهف مرضتش
زغرتها رهف في الخفاء فنعم أبنها ألح عليها كثيرا كونه ير أن يرى ذلك الطبيب وكونه اه وشجعه ولقبه بالبطل ولسبب خفي في نفسها وجدت ذاتها تمتنع بة من اصطحابه معها بينما على الجانب الأخر تنهدت كريمة بحزن وقالت
يزعجني ده أيه! ليه كده يا رهف كنت جبتيه يا بنتي والله على قلبي زي العسل وين نضال بي الأطفال جدا وعمره ما يضايق منهم
تلعثمت رهف بحرج وردت بمجاملة وهي تزجر سعاد بنظراتها كي تلاحق الموقف معها
معلش يا طنط تتعوض بإذن الله
لتلاحق سعاد زلفة لسانها وتدرك أنها احرجتها
ايوة يا طنط اك رهف هتكرر الزيارة هي ملهاش حد و انتوا جيران والجيران ملهاش إلا بعضيها
اجابتها كريمة بمودة
النبي وصى على سابع جار وياريت يا بنتي والله دول ينوروني... ربنا يحفظلك ولادك ويخليهملك يا بنتي
أمنت رهف على دعواتها بة بينما صفنت كريمة لثوان تزامنا مع وصوله لتوه ودلوفه من باب الشقة
قائلا بصوت جهوري مشاكس كعادته
يا كرملتي أنا جيت ومېت من الجوع ولو ملحقتنيش بلأكل هاكل حتة منك...
ا باقي حديثه المشاكس لوالدته حين انتبه اخيرا لوجودهم ولاحظ تلك البسمات التي يكتموها ليفرك أنامله بين خصلاتها الشقراء ويتلعثم بحرج
أحم ...ايه
الاحراج ده...مش تقولي يا كرملة ان عندنا ضيوف
تدخلت سعاد مبررة
معلش بقى يا دكتور إحنا اللي كان مفروض نبلغكم ها
نفى بسبابته وقال برحابة ة وب بشوش للغاية
لا انتو تشرفونا في اي وقت والله البيت نور يا مدام سعاد
قالها وهو يمد ه يصافحها 
لتصافحه سعاد وإن جاء دور رهف كانت تكاد ټموت بخجلها كلما تذكرت كونه حملها وشهد على تلك الحالة المريعة التي كانت عليها لذلك مدت ها بحرج وهي تنكس نظراتها بتحفظ دون حتى أن تبتسم بمجاملة لوهلة تجمدت خضراويتاه عليها أن يهدر بأدب
نورتونا يا مدام رهف
شكرا
قالتها بإقتضاب وهي تحث سعاد على المغادرة حتى أنها من ة حرجها لم تنتبه أنها لم تشكره حتى أو تمدح شهامته حينها.
انصاعت سعاد لرغبتها قائلة
طب اذنكم بقى علشان الولاد لوحدهم مع المربية وزمنهم طلعوا ها
عاتبتهم كريمة بود
لسة بدري يا ولاد والله ما لحقتوا
معلش يا طنط تتعوض
وإن كادوا يصلون لباب الشقة قال نضال بتردد وهو يمسد بسبابته منحدر انفه بحركة ملازمة له حين يتوتر
مدام رهف أنا كنت حابب ابعت معاك حاجة ل شريف...ممكن
تناوبت رهف نظراتها المرتبكة بينه وبين سعاد وردت 
حاجة ايه يا دكتور
أجابها وهو يبتسم بسمة بشوشة للغاية
هدية بسيطة...أنا دورت كتير علشان ألاقيها وبتمنى تعجب شريف...
رفعت نظراتها التي لم يسكنها سوى الحزن مؤخرا وهدرت بإندفاع وبشراسة غريبة احرجته وجعلت بسمته تندثر بلا عودة
بمناسبة ايه تجبله هدية حضرتك...أنا ولادي مش بياخدوا هدايا من حد واسفة مش هقدر اخلي الولد ياخدها منك...عن اذنك يا دكتور.
ذلك أخر ما تفوهت به أن تغادر تاركة سعاد تعتذر بحرج خلفها
اسفة يا دكتور هي...
قاطعها هو بتفهم وبكل
بساطة
عارف...مش لازم تبرري يا مدام سعاد...حصل خير
أومأت سعاد بحرج ولحقت بها بينما هو نظر لآثارهم بملامح لاتفسر جعلت والدته تبرر قائلة
معلش اعذرها يا بني اللي مرت بيه صعب على أي ست وڠصب عنها عايزة تحاوط على ولادها
تنهد هو واخبرها بصدق وبطيب نية
ماما انا مدوستلهاش على طرف
أنا بس يت الولد و صعب عليا ويت افرحه مش اكتر...
ربتت كريمة على كتفه بملامح يكسوها الحزن فهي تتفهم ذلك الشعور الذي اهم ابنها عندما يتعلق الأمر بلأطفال لذلك لم تجد ما تواسيه به غير
ربنا يفرح قلبك يا نضال ويك على أد ضميرك ونيتك...أنا هروح احضرلك الغدا
تنهد وقال وهو يتناول ها
تسلميلي يا كرملة...وانا هغير هدومي واجي اساعدك
ليت نضال لغرفته تارك والدته ترفع نظراتها للأعلى وتدعوا له بصدق وبقلب أم انفطر على حظ ولدها...
كنت قليلة الذوق اوي
هدرت بها سعاد بتوبيخ كي تؤنبها لتزوغ نظراتها وتتأفف
يووووه بقى يا سعاد انا مش غلطانة دول ولادي ومن حقي أخاف عليهم واقرر بالنيابة عنهم
بس الراجل مغلطش يا رهف ولا اتعدى حدود الأدب أنت احرجتيه جامد
سعاد افهمي شريف بيمر بمرحلة صعبة انفصالي عن ابوه ومينفعش...ات غصة مريرة بحلقها واستأنفت
تخيلي أن في الوقت اللي ابوه مبيسألش حتى عليه... الدكتور ده قدر يبه فيه من مرة واحدة و اقنعه انه موهوب ولازم رب ويسعى علشان يبقى بطل وخلى الولد يصمم ويعاندني ويلح عليا...
تنهدت سعادو واجهتها بشجاعة كعادتها
الولد موهوب فعلا يارهف وانت عارفة كده وكتير اتحايلتي على حسن أنه يسمحله يروح التدريبات وأنت بنفسك اللي قايلالي كده...ليه دلوقتي بترمي على الدكتور أنه بيحرض ابنك ما يمكن بيشجعه من غير أي دوافع تانية
سعاد افهميني أنا...
حاولت التبرير ولكن سعاد قاطعتها بتفهم
عارفة أنك خاېفة على ولادك...بس متخليش خۏفك عليهم يط احلامهم ويلغي شخصيتهم...حاولي زي ما صلحتي اللي ابوهم زرعه فيك...تصلحيه برضوا في ولادك...شجعيهم وخليك حافز ليهم وبلاش تضيقي حسارك على أحلامهم بحجة خۏفك عليهم...
وين الدكتور مغلطتش وبدل ما تشكريه احرجتيه جدا
بشكل ما وجدت حديثها منطقي لذلك تهدلت معالم ها وارتمت على ا مقعد وهي تشعر بالندم...فيبدو أنها بالفعل مدينة لذلك الطبيب بالاعتذار ويبدو ايضا أن ما عانته مع ذلك الساخط غيرها لدرجة أنها تخلت عن مسالمتها واصبحت عدائية لا تراعي مشاعر أحد كما كان يفعل معها وحقا ذلك الشعور كان كفيل أن يجعلها تشعر بالخزي ال من نفسها. 
عادت إلى قصر أبيها ما اطمأنت على صديقتها واوصلتها بنفسها لمنزل تلك السة الحنون وها هي تصعد درجات الدرج الداخلي وهي تجر حقيبتها معها في طها لغرفتها حين باغتتها دعاءقائلة بخبث لا مثيل له
اهلا اخيرا شرفتي يا ميرال هانم 
زفرت هي بقوة وتجاهلتها لتستأنف دعاء
السفرية حلوة يا ميرال يارب تكوني اتبسطتي مع اصحابك
تنهدت واجابتها ببسمة بالكاد على ثغرها
اه يا دعاء كانت سفرية حلوة واتبسطت مع اصحابي...
ابتسمت دعاء بسمة صفراء تقطر بخبث مقيت وتهكمت
طب الحمد لله انا عايزة اشوفك مبسوطة بس يارب اصحابك اللي كنت معاهم ميبقوش
اندال وميتحملوكيش ويسبوك زي كل اللي سابوك
اغتاظت من حديثها المبطن وتكونت غصة مريرة بحلقها من تهكمها الواضح لذلك هدرت بضيق
ولو عايزة تقولي حاجة قوليها من غير لف ودوران انا مبش طتك دي يا دعاء
اجابتها بمكر وهي تبتسم بسمة
 

تم نسخ الرابط