رواية وتين الجزئين
المحتويات
القلق
يا يونس انت و يعقوب أركبوا مع بعض
وانتى يا وتين تعالى اركبى معايا بسرعه
وانت يا قاسم اركب سيارتك وتعالا ورانا
نفذ الجميع ما أمرهم به والدهم وسارت السيارات وراء بعضها
كان الجميع يبكي منهم من يعتصر القهر قلبوهم ومنهم من يدمر عقله الياس من القادم وصلت السياره الى المستشفى حملها راكان وهتف بصوت يهز حوائط المستشفى كي ياتي اليه أحد يساعده عندما رآه وسمعه العاملين فى المشفى أتى إليه طاقم تمريض بسرير طبى متحرك وضعها راكان عليه بمساعده الأطباء والتمريض
حالا هرول الجميع فى ارتباك يلبى أوامرها
كان راكان ينحنى يقبل كف ورأس والدته ابرار ويهمس فى أذنها وهتف انا عارف انك حسه بيا يا أمى و مستحيل اهون عليكى تدمريني وتبعدي عني انتى اغلى من الدنيا واللى عليها قوميلى بسلامه انا مش هسيبك ابدا ولا هبعد عنك وهفضل مستنكى ما تتاخريش عليا كان يحدثها كطفل ستتركه امه لبعض الساعات ويترجها أن تجعلهم دقائق بل ثوانى لكى تعود إليه فى اقصى سرعه
يدها على كتفه يالا يا راكان لازم تدخل العنايه
ساروا بها فى الممر المؤدي الى العنايه دخلت معها ونظرت له وهتفت
إن شاء الله هتبقى بخير أدعلها وانا هخرج أطمنك عليها لازم تقوى عشان أخواتك
وصل الجميع الى المشفى وهبطوا من سيارتهم بعدما تركوها بإهمال أمامها ورهرول إلى الداخل القلق ينهشهم بلا رحمه
وجده يقف يوليهم ظهره وتنهمر عباراته في صمت التفوا حوله يسأله عن والدتهم لم يجيب على أحد منهم كان الضعف هو الذى يسيطر عليه
ماما مش هيحصل ليها حاجه صح ارجوك يا
أبيه رد عليا مش هطمن من حد غيرك
اغمض عينه عندما سمعها تناديه بلفظ أبيه ضغط على أسنانه حتى يسيطر على ۏجع قلبه وعندما وجدها تهتف باسمه مره آخرى بدون القاب علم أنها متخبطه وتأهه فى ظلمات الحقيقه التى دفنت بين سنوات عمره
انتبه الجميع عندما فتحت شغف باب العنايه وطلت عليهم منها وكانت ملامحها لا تطمئن ونظرت الى قاسم كي يدعمها وبفعل فهمها وأقترب منها ووقف بجوارها يعطيها الثقه ويدفعها لخبرهم الحقيقه كامله هتفت بصوت تمنت أن يبث بداخلهم الثقه
كان يسمعها راكان وقلبه يعتصر حزن وخوف وقلق عليها ضړب حائط بيده وهتف من بين أسنانه
دفنت وتين وجهها بين كفيها وظلت تبكي بحرقه
اما احمد كانت تحتبس عبارته في عينيه هى شريكه حياته عاشت معه على الحلو والمر هى من كانت تحمل عنه أعباء الحياة الزوجية ماذا يفعل بعد أن تركته فى منتصف الطريق تائه يضل طريق العوده
أما يونس لم يحتمل خساره والدته ضړب المقعد بقدميه وظل يتحدث بكلمات غير مرتبه تعبر فقط عنه وجعه الداخلى
ضيق قاسم ما بين حاجبيه وهتف خلاص يا شغف أتفضلي انتى خليكى جمبها لحد ما تطمني عليها
ردت عليه ونظراتها تتجول بينهم فى قلق عليهم من شده حزنهم على أمهم وابتلعت ريقها وهتفت
حاضر بس وقفتكم هنا ملهاش لازمه واشارت الى عدد من الغرف على يمينها
أتفضلوا ارتاحوا في الغرف دي لحد ما نطمن على ابرار وأطمنكم بنفسي
رد عليها الجميع معارضين يرفضون الذاهب وترك والدتهم راقضه بين اسلاك الاجهزه الطبيه نظرت الى قاسم انت يتصرف معهم
فهمها و رد عليها وعلى وجهه ابتسامة مريحه
أتفضلي انتى يا شغف وسبيهم براحتهم شويه وأنا هدخلهم يرتاحوا لما يطمنه عليها
مرت عليهم الدقائق كسنوات عجاف ثقيله على قلوبهم حتى خرجت شعف لهم مره اخرى وكان هو نفس التشخيص في اول مره وهى أنها تسبح فى ظلام دامس هروبا من واقع فرض عليها فقررت الهروب أفضل من الحرمان
كانت وتين تسمعها وتشعر أن الكون يدور بها فى حلقه مغلقه وينسحب الهواء من حولها وهى تسمع حالته والدتها المړضية التى صور لها عقلها أنها ستخسرها إلى الأبد وضعت يدها على رأسها لكى يتوقف هذا الألم الغير محتمل والأصوات التى تصم أذنها
خطت شغف خطوتين اتجاه الغرف التى خصصتها لراحتهم وبجوارها العامله التى تشرف على نظافتهم وترتبهم وقفت عندما سمعت صوت راكان ېصرخ بأسمها طنط شغف احلقنى كانت وتين قد سقطت بين زراعيه فاقده الوعى قبل أن تسقط على الأرض الصلبه
راجعت لهم تهرول له كانت دقات قلب راكان اعلى من صوت خطواتها التى تتصدم بسطح أرضية المرر بقوه تصدر صوت ضجيج يدل علي شده قلقها
كان يشعر ان الدنيا ضاقت به وان الارض سحبت من تحت قدميه وهى بين يديه تشبه الأموات شحبه الوجه
كان الجميع يبكي ولا يعرف ماذا يفعل يأكلهم القلق والواجع
ما بين والدتهم واختهم التي سقطت حزن على والدتها
ولا سبيل للنجاه غير رحمه الله سبحانه وتعالى
حملها راكان ودخل الى الغرفه التي امرت شغف العامله ان تفتحها ودخلوا بها لكي يطمئن عليها وضعها راكان على فراش الكشف الطبي وتراجع وأمسك كفه شغف
ودموع متحجره فى عيونه وهتف
طنط شغف عشان خاطري مش هقدر استحمل فيها ۏجع واشاره على موضع قلبه
نظرت له شغف بقلق تشفق عليه أرادت تطمئنه وهتفت أن شاء الله خير ادعيلها
تخطته وساعدتها العامله وهى تمارس عملها ونظرت له بعد دقائق لكي تطمئنه عليها وهتفت
الحمد لله هى كويسه اڼهيار عصبي وانا اديتها حقنه وهتنام كم ساعه وهتفوق وهتبقى بخير
وأقتربت منه وانت كمان يا راكان لازم تاخد بالك من صحتك عشان تقدر تقاوم الظروف اللي بتمر بها ولازم تفهم انك سند العيله دي وانا أكتر واحده حسه بكل اللي انت بتمر فيه لأنى عشته قبلك وبأسوء من ظروفك مليون مره وعدته بفضل ربنا و قاسم بعده طبعا
الحمد لله انت ظروفك مختلفه واحسن منى كتير كلهم جنبك بس هم من غيرك هيضعوا وان شاء الله ربنا كبير وكل حاجه هترجع أحسن من الأول بس انت قول يا رب
كان يسمعها ولا يقدر علي نطق حرف واحد يعبر لها أنه يدرك ما تقوله ولاكن قلبه يتقطع عليها
أكملت حديثها أنا هخرج اطمنهم عليها وتركته وغادرت
استدار واقترب منها وجثى على ركبته أمامها يمثد على شعرها بحنان خلق لها ولاكن كان يتخبط بين ماضى حرم منه وحاضر لم يختاره ومستقبل يجهله وقلب يترنح بين ضلوعه كلما استطدم بضلع منهم هتف بأسمها وتينى وشريانى النابض وفرت دمعه حزينه شادره متمرده سقطت على روموشها أختلطت بأثر دموعها أبتسم
متابعة القراءة