رواية كامله بقلم الكاتبه المبدعة منة العدوي حكاية يونس ومريم
بعد اسبوعين زي ما كنت محدد لما كنت خاطب خديجة
يونس بصلها بدهشة..لا هو تمام في الشرط الاول لكن مستحيل اوافق علي الشرط التالت والشرط التاني ممكن ماشي ناجل عشان انا عارف اني غلطان وكمان الوقت مش مناسب..عايزة تزودي المدة ماشي شهر اتنين تلاته حتي لو اربعه لكن ازود من كدا لا مش موافق
مريم ابتسمت بسماجة..خلاص يبقي مش موافقة وشوف حد غيري
بت كفاية كلام ويلا بشكلك دا يعني كان لازم تاجلي كتب الكتاب
رجعنا البيت وبلغنا الكل وبابا وعموا بلال لموا الموضوع..
طلعت الشقة ودخلت كنت تعبانه ومصدعة من اليوم ده..كنت لسه هدخل اوضتي بس..
وقفت وروحت ناحية خديجة بسرعة لما لقيتها قاعدة في ركنه في الشقه ومحاوطه رجليها باديها وضمت نفسها
انتي كويسه قومي معايا طيب
وكانت لسه مريم بتساعد خديجة عشان تقوم بس فجاة خديجة زقت مريم وصړخت فيها بصوت عالي وهي بتقوم..ابعدي عني
مريم عيونها دمعت وحاولت تقرب منها..خديجة انا
في الوقت دا كان الكل اتجمع علي الصوت العالي..
مريم بدات ټعيط وهي بتقرب منها بس في نفس الوقت خديجة بتبعد..پتكرهيني للدرجة دي طيب انا عملتلك اي
خديجة فجاة ضحكت ضحك هستيري وهي بتتكلم..عملتي اي..قولي معملتيش اي..انتي اخدتي مني كل حاجة..
حب بابا وماما..واهتمامهم..ماما كل شويه تقولي شوفي مريم شوفي مريم شاطرة ازاي شوفي مريم بتساعدني ازاي شوفي مريم جدعة ازاي ومش بتتقل علي ابوها في المصاريف..مريم مريم مريم لحد لما كرهتك يا شيخة..ح حتي عمو بلال وعياله حبوكي اكتر مني..او بالاصح هما محبونيش..ولما سبتي التعليم كان المفروض ماما تعاتبك وتقارنك بيا عشان انتي فاشلة وسبتي التعليم وانا لا..انا كملت تعليم ليه مقالتش ليا اني اشطر منك..لكن لا انتي دايما اللي في نظرها البنت الكيوت الجميلة الشاطرة اللي مفيش حد زيها
انا السبب للدرجة دي انا السبب في حزنها دا..هي كانت بتتكلم وهي بټعيط پقهر
بصيت لماما اللي كانت عيونها مليانه ندم حاولت ماما تقرب منها وهي بټعيط بس..
سبع شهور عدوا..سبع شهور حاجات كتيرة اتغيرت..ومنها ان اتكتب كتابي علي يونس..
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
كانت اخر جمله نطقها الشيخ من بعدها مكنتش مصدقة بجد اني بقيت مراته يعني دا بجد حقيقي انا مش بحلم..
كتبوا كتابك يا نقاوة عيني. احلي كلام بينك يا حلوة وبيني..
مبارك عليا انتي يا مريومه
ابتسمت ليه بسعادة اول مرة احس بيها..تخيل كدا انك تكون بتحب شخص من
كل قلبك وخلاص فقدت الامل انه مش ليك وهيكون من نصيب حد تاني..تخيل بعد حزن خيم القلب في لحظة كل حاجة تتغير والحياة تبقي وردي
الوقت عدي و داليدا كل شويه تصورنا..وحقيقي بحبها البت دي اوي
وبعد لما داليدا خلصت تصوير مشينا..مشينا من عند المؤذون..
والان اصبح عام..عام مر كما تمر نسمات الهواء من جانبنا..
عام مر بحلوه ومره..
احداث كثيرة قد مرت ربما اغلبها محزن لكن الحمد لله علي كل شئ..
وفي الختام اتمني ان تكون الايام المقبله سعيدة علينا فيكفي حزنا والما من جديد
كانت جالسه في متجرها الذي اصبح كبيرا الان وملئ بكل انواع الزهور..تكتب بعض الكلمات في مذكرتها الخاصة..
ومع اخر حرف دونته بها اغلقتها واخذت نفس عميق وهي مغمضه العين
دقيقتين ظلت بهم هكذا ومن ثم فتحت عيناها ووقفت تاخد من الورد المفضل لها القليل منهم وهي ټشتم رائحتهم وتقوم بتغلفتهم علي شكل باقة الزهور
دقائق حتي كانت قد اغلقته وذهبت تسير في الشوارع متجهة الي احدي احدي المصحات النفسية وفي يدها باقة الورد والبسمه تنير وجهها..
دخلت احدي الغرف بعد ان طرقت عدة طرقات وسمح لها من بالداخل بالدخول
اقتربت من تلك الفتاة التي يتضح علي وجهها بعض علامات الارهاق والتعب وقامت باحتضانها بشدة واردفت بصوت حنون..خديجة قلب اختك عاملة اي دلوقتي
خديجة ابتسمت وحضنتها هي كمان..انا كويسة..كويسه اوي وشكرا شكرا ليكي علي كل حاجة عملتيها عشاني الفترة اللي فاتت واسفه عن اي اذي سببته ليكي
بس يا بت وبعدين انا اللي اسفة..سكتت شويه وبعدين بعدت عنها وابتسمت ليها
اي رايك في بوكيه الورد ده عملته مخصوص ليكي
خديجة فرحت واخدتوا منها بعد لما باستها من خدها
مريم ابتسمت ليها..هاا الجميل مستعد للخروج انهاردة..مستعدة نروح نلبس الفساتين سوا
مستعدة جدا لحظة واحدة هجهز حاجتي والف الطرحة ونمشي
وقفت علي جنب لحد لما تخلص وانا الابتسامه مفارقتش وشي وانا شايفة قد اي هي مبسوطه..عيوني دمعت وانا شايفة انها اتحسنت..
اتحسنت بعد مرور سنه من العڈاب..
سنه حالتها النفسية فيها ادمرت كانت عايشة علي المخدر كل لما تفوق وتفضل تصرخ يدوها مخدر..سنه كامله كانت من اوضتها للنادي مع صحابها ومش بتتكلم..وبعدها بدات مرحلة انها تصرخ كل شويه تصرخ وتشد في شعرها ومش بتبقي عايزة حد يقرب منها
وبسبب اللي حصل من سنه دخلت مصحة واخيرا وبعد طول انتظار هتخرج انهاردة..هتخرج وهتطل بالابيض
بس رغم ان السنه كانت كلها حزن الا ان في السنه دي حاجات كتير بقيت احسن..علاقة عم بلال باخوه رجعت تاني بعد ما كانت مقطوعة لمدة اكتر من عشر سنين..
خديجة الحمد لله عرفت انها مكنتش بتحب يونس..بل وكمان حبت محمد واعترفت ليه بحبها وهو كذلك
و..وحققت حلمي وفتحت اكبر محل ورد وعملت فيه مكان مخصوص عشان الناس الحزينه تيجي تقعد فيه وتخرج نفسها من مود الاكتئاب
واجمل ما حصل في خلال السنه دي ان اتكتب كتابي علي يونس..مكنتش موافقة علي كدا عشان خديجة.. بس مع اصرار يونس وبابا وعموا بلال عشان حابين يفرحوا بدل النكد اللي احنا عايشين فيه..وافقت بس كان كتب كتاب عند المؤذون ومن غير دوشه وهيصه كتير..
مريومه انتي روحتي فين يلا انا خلصت يا بنتي
فوقت من شرودي علي صوت خديجة مسحت دموعي وابتسمت ليها بعد ما بوست راسها وهمست ليها..طول عمر خديجة جميلة وټخطف القلب
ساعة واتنين وتلاته لحد لما عدي سبع ساعات..
ودلوقتي اقدر اقول اني طايرة من الفرحة..
رغم ان السنه اللي عدت كلها حزن بس اليوم ده كفيل انه ينسينا السنه دي..
مريومه سرحانه في اي
كنت سرحانه في شكل يونس واحنا بنرقص سلوا وقد اي انا فرحانه لحد لما قطع صمتنا بكلامه فابتسمت ليه وسندت علي مكان قلبه ورديت بصوت هادي..مريومه سرحانه فيك
يونس ابتسم وباس راسها وبعدين همس جنب ودنها..تدري ان يونس بيحب مريومه تدري ولا ما تدري
ضحكت علي كلامه واكتفيت بهز راسي واني اسمع دقات قلبه
والله لو ما اتلميت يا محمد لاكون دايسة علي رجلك
محمد ضحك..طيب خلاص اهو سكت..سكت شويه ورجع كمل كلامه..تعرفي يا خديجة انك اجمل من رات عيني
خديجة عنيها لمعت واتكلمت بلهفة باينه في نبرة صوتها..بجد يا محمد..يعني مريم مش اجمل مني
انتي جميله ومينفعش تقارني نفسك بحد..عشان ربنا خلق كل واحد بجماله الخاص وميزة فيه ومش موجودة في غيره
وفي ركنه كان عم بلال واقف جنب اخوه وعم حسن..
فجأة شاب اتكلم وهو واقف جنبهم..عم بلال اللي داليدا بنتك خلصت تعليم
لسه والله يا كريم هي في الكلية لسه
كريم ابتسم وهمس وهو عينه علي داليدا..شكل في فرح تاني هيبقي قريب..
..
لا تدري ربما كان وجود الحزن سببا في وجود السعادة..
والان اصبحنا لا ندري كم من السنين مرت ربما عام او خمس او ربما عشرون..
ايا يكن لكن..
مازال الحب ينمو في قلب العجوزين كما تنمو الزهور..
يسيران ليلا في الشوارع الهادئة تحت الامطار ويدهم متشابكان..
يتبادلون الاحاديث والضحك
حتي وقف العجوز فجاة ووقف امام العجوزة وابتسم لها ولم تمر اكتر من ثانتين وكان قد هبط جالسا علي قدم واحدة وهو ينظر لوجهها ولمعه عينه اللطيفة ويمسك في يده بعض الزهور ليردف بنبرة يظهر بها الحب بوضوح..مريومه تقبلي الورد ده من يونس
مريم ضحكت واخدت منه الوردة وبدات تشمها..مريومه اساسا متقدرش ترفض حاجة ليونس وبعدين مش ناوي تبطل حركاتك دي انت عجزت وبقي عندك تمانين سنه
يونس ضحك ورجع اتعدل في وقفته وقرب من ودنها وهمس وقال..وهل الحب ينتهي هل الحب له عمر محدد
مريم ابتسمت وهزت راسها بمعني لا فيونس رجع كمل..تدري ان الورد يليق بك تدري ولا ما تدري يا مريومه
وسط المطر والهدوء وسط الليل والغيوم..همس بلطف وفي إيده وردة وبيقول..وكأن الورد صنع خصيصا ليليق بك
النهاية