عن العالم و السوشيال ميديا مش ممكن . فرد ببساطة دي حاجة بتاكل الوقت و أنا أساسا ماليش تقل عليها بس بقالي كذا سنة عامل صفحة على أنستجرام و تويتر عشان بس أتابع الاعلانات للمصانع بتاعتنا و مش بفتح دايما كمان. نظرت له و هي تهز رأسها بعدم أستيعاب و هي لا تردد سوى كلمة واحدة .. كيف كيف فلو ما يقوله صحيح فهذا يعني أنها عاشت لسنوات في وهم و كل شيئ خلفه شيئ آخر.... و من هذا الذي تعرفت عليه رنا .. من الفصل الرابع عشر جلست في غرفتها تفتح هاتفها في محاولة منها لتدقيق في صور الصفحات التي أرسلتها لها دعاء. لكنها كانت على شفى خطوة واحدة من الجنون عقلها لا ينفك عن التفكير في كل ما قاله غانم منذ قليل. تتذكر جيدا ما حدث منذ سنوات تمام التذكر و كيف لها أن تنسى أول رجل شعرت بالإعجاب تجاهه . عودة بالزمن للخلف كانت تجلس في محاولة منها لمذاكرة دروسها لكن دلفت لعندها رنا بلهفة و أغلقت الباب سريعا. رنا مش مصدقة مش مصدقة يا بت يا حلا .. شوفتي مين بعتلي أد جعدت حلا ما بين حاجبيها و سألت مين أشهرت رنا الهاتف في وجهها لترى حلا رجل ليس كأي رجل كان مهيب الطول عريض الكتف أسمر البشرة ضخم الچثة شعره طويل و كثيف ملامحة جذابة بها من الكاريزما و الثقة ما يكفي قبيلة يرتدي قميص باللون السماوي و بنطال بلون سن الفيل . كانت تدقق في صورته دون أدنى شعور منها بما يحدث معها. رمشت بأهدابها على صوت رنا التي قالت أييييه حيلك حيلك مالك مبحلقة فيه كده ليه المز ده يخصني و باعت لي أنا أد فنتلم هااا . استفاقت على صوت رنا التي قالت بحدة حلاااااا اييه حمحمت حلا و قالت إيه يا بنتي أنا عملت حاجه رنا أصلك عمالة ت..... صمتت پصدمة و قد صدر عن الهاتف صوت يدل على وصول رسالة إليها و قد أتسعت عينا رنا و قالت پصدمة ده بعت لي رسالة. حلا بيقول ايه أوعي تفتحيها . رنا ليه هفتحها عادي. حلا و بعد ما تفتحي الرسالة كلمة هتجر كلمة و مش بعيد يطلب يقابلك . رنا ياريييت . شهقت حلا و قالت يعني لو عرض عليكي ممكن توافقي رنا إيه ده مين دي إلي توافق لأ مستحيل طبعا أنا كنت بهزر معاكي . نظرت للهاتف بتشوش ثم قالت مترددة بس... أصله عاجبني أوي و باين من صورته أبن ناس
. حلا أه. رنا أنا هرد بس بحساب أه ما تخافيش عليا على فكره بنت عمك مش سهلة .. يالا هسيبك عشان تذاكري سلام . راقبتها حلا و هي تهرول ناحية الخارج تردد سلام يا رنا . كانت تعلم أن رنا لن تصمد طويلا. بعد أيام كانت حلا في طريقها للعودة من أحد دروسها الخصوصيه للبيت و وجدت رنا تجلس في شرفة بيتهم تنظر للخضار الممتد أمامها بهيام شديد حتى أنها لم تلاحظ أقتراب حلا منها و لا منادتها لها . وقفت حلا تردد رنا .. يا رنا .. مش بكلمك . نظرت لها رنا بتفاجئ و قالت حلا أنتي هنا حلا لأ هناك .. في ايه يا بنتي واقفه بقالي ساعه و أنتي و أنتي هنا . تنهدت رنا و قالت هيييح اتاري الحب حلو اوي. رددت حلا پصدمة حب ! بتحبي مين رنا غانم... غانم صفوان غانم .. اه يا حلا لو تشوفيه.. قمر .. هيبة و كاريزما و... قاطعتها حلا لو تشوفيه لا هو أنتي شوفتيه و قابلتيه رنا شششش .. وطب صوتك لا حد يسمعنا. تلفتت حولها ثم همست لحلا لأ كل ده شات بس لكنه مصمم يقابلني بيقولي نتقابل بكره بعد الكلية بس مش عارفه لسه هلبس إيه. هزت حلا رأسها بعدم أسيعاب و قالت تلبسي إيه يعني مقررة أصلا انك هتروحي و فاضل اللبس ده أنتي جرى لمخك حاجة بقا . اتكئت رنا للخلف و هي تردد هييييح .. أيوه جراله .. حبيت .. حبيته أوي. انتفضت من مكانها تحكي بلهفة تخيلي لو حبني و حب يتجوزني يا نهار أبيض إلي عرفته أنه غني جدا و وارث خان كامل بتاعه لوحده . جعدت حلا ما بين حاجبيها و سألت خان يعني إيه رنا خان ده زي بلد صغيرة زي القرية كلها بس في مدينة بقا و عشان كمان مملوك كله لشخص واحد بمصانعه و اراضيه و بيوته ده عندهم مصانع و بيت كبير زي القصر و عربيات و حرس و... أسكتتها حلا و قالت إيه يا بنتي ده أنتي حبتيه و لا حبيتي إلي عنده و لحقتي عدتيه رنا لأ طبعا حبيته هو ده قمر قمر قمر حاجه كده ماتتوصفش يارب بس يطلع شكله زي الصور . مرت أيام و ذهبت حلا لرنا لا تعلم لما كان يجذبها السؤال عن تلك القصة . طرقت باب غرفة رنا فوجدتها تتحدث بالهاتف مبتسمة ثم قالت لمحدثها طيب ثواني يا حبيبي و هتصل بيك تاني يالا باي باي . أغلقت الهاتف معه و قالت لحلا غريبة أنك جيتي أنا إلي دايما بجي لك حلا أنتي بتقولي لمين حبيبي رنا لغانم . شهقت حلا أنتي لحقتي . رنا لحقت إيه ده انا وقعت ولا حدش سمى عليا . حلا يعني طلع حلو زي الصور رنا لأ صور أيه سيبك من الصور خالص ده هو حاجة تانية و أحلى كتير . صمتت حلا تماما و بدأت تستمع لمدح رنا في حبيبها غانم و وصفها له بالتفصيل الممل حتى أنها بدأت تصف في رائحة عطره
و طريقة سيره و جلوسه و ظلت هكذا لفترة كلما ذهبت للقاءه عادت تحكي لحلا أدق أدق التفاصيل حتى بدأت تتغير ذبل نضارها و شحب لونها كانت كمن يحمل هما ثقيلا و توقفت عن الحكي . حتى أنها كانت تصد حلا في الحديث كلما تطرقت للأمر و أحيانا تجاوب بأقتضاب متهربة . و من بعدها كان يوم يجر الأخر حتى أستيقظ أهل القريه و هم في طريقهم للحقول صباحا في الفجر على إحدى الفتيات الغارقة في دماء قد لونت كل ثيابها ليتعرف عليها أحد الفلاحين مرددا يا سنة سوخة يا ولاد دي البت رنا رنا بنت الحاج عبد الرازق . و من هنا بدأت الدوامة التي أفضت بوجود حلا الأن في بيت غانم صفوان غانم. عادت من شرودها على صوت دقات الباب و معه صوت كرم حلاا يا حلا. تنهدت بصوت عالي لم يكن ينقصها عصفورة سلوى هو الآخر. وقفت من مكانها و ذهبت لتفتح الباب ثم قالت نعم . كرم الست سلوى على التليفون