انت ليه بتعمل فيا كده

موقع أيام نيوز

البارحة من مريم و هي تكاد تطير فرحا وضعت يديها في جيبي سروالها البيچ و أخذت تطلق صفيرا مرحا لكنها توقفت فجأة عندما وجدت ذلك التجمهر الذي ب المكان قطبت جبينها بدهشة و تقدمت منهم أكثر لتجد فتاة تقول للأخري بفزع 
هو للدرجادي وضع الجريدة صعب عشان يدخلوا شريك فيها ب النص !
أرتفع حاجبيها بدهشة فور أن سمعت تلك الهمهمات ليصيح جلال حينها مهدئا إياهم 
يا جماعة متخافوش وضع الجريدة كويس الحمدلله و دخول الشريك دا هيعم بفايدة علينا ف بلاش الفزع اللي أنتوا فيه دا !
هدأت الهمهمات قليلا ليكمل بهدوء 
دلوقتي عايز نظام الكل يدخل في أوضه الإجتماعات بس بنظام يا جماعة مش عايزين الراجل ياخد عنا فكرة وحشة !
و ب الفعل دلفوا واحدا تلو الأخر لتقترب هي من جلال متشدقة بدهشة 
و الشريك دا طلع في البخت و لا أية يا أستاذ جلال !
ردد جلال بتحذير 
طلع زي ما طلع يا رسل و لما يجي بقاا مش عايز أي تعليق سخيف منك عشان أنا عارفك ما هتصدقي تمسكي في فروه حد تقطعيها !
أشارت لنفسها قائلة ببراءة تنعطف للمكر 
أنا يا أستاذ جلال لالالالا دا احنا الثقة بينا بقت زيرو خاالص عشان تقولي كلام زي دا أية أنت مش عارفني و لا أية دا يعتبر ضيف هنا و وعد مني يا سيدي أول ما يدخل هقوم أنا و الزملا الأفاضل نقوله ميم علي ره .. حاه علي به مرحب مرحب مرحب بك !
زم شفتيه و هو يغمغم 
أستغفر الله و أتوب إليك يا رب عديها علي خير يا رسل الله يهديكي !
هزت رأسها ببراءة تتنافي مع نظرات عينيها الماكرة و من ثم دلفت هي الأخر لقاعة الإجتماعات تبعها جلال و هو يدعو الله بسره أن تمر تلك المقابلة بسلام..
أستقرت علي مقعد جلدي وثير ثم أمسكت بهاتفها و أخذت تعبث به قليلا وسط همهمات الأخرين أمسكت بكوب الماء الذي أمامها و أرتشفت منه القليل ل يران الصمت فجأة حتي أنها أستطاعت تمييز صوت قرع الحذاء الرتيب علي الأرضية الرخامية رفعت أنظارها ل تري ذلك الشريك المنتظر لكنها ما لبثت حتي أتسعت عينيها و بصقت الماء الذي كان في فمها علي شكل رذاذ !
صړخة أستنكار صدرت من التي تجلس أمامها لكنها لم تعيرها إهتمام فكان منصب علي الذي يضع يديه في جيبا بنطاله و يبتسم له بإبتسامة واثقة و بالتأكيد تلك النظرة الخبيثة تحتل عينيه المغطاه بنظاراته الشمسية ذات الماركة العالمية !
صاح جلال بحماس 
أقدملكم ليث بيه الجندي الشريك الجديد في الجريدة !
تعالي التصفيق من الفتيات بدون سبب ف كل منهن تريد أن تلفت نظر ذلك الليث البري بينما الأخري كان فقط فاغره الفاه و تحدق به ببلاهه طوال العشر دقائق التي قال فيهم ليث خطاب منمق للجالسين ليتعالي التصفيق مرة أخري لكن من الجنسين أبتسم إبتسامة صغيرة و هو يقول 
تقدروا دلوقت تتفضلوا علي شغلكم !
أدركت لحظتها ما فعله ذلك الأحمق لتشتعل عينيها بتحدي و عزم خرج الجميع و لم يتبقي سواهم لتسرع هي نحوه ك القذيفة صاحت بحنق 
أنت أية اللي جابك !
مط شفتيه للأمام قائلا ببراءة مزيفة 
زهقت بصراحة من شغل الكمبيوتر و البرمجيات فقولت أتجه لمجال تاني فملاقتش غير الصحافة اللي فتحالي دراعتها و بتقولي please come !
زمجرت پغضب و هي تردد 
و ملاقتش غير الجريدة اللي أنا بشتغل فيها و بعدين تعالي هنا أشمعني مصر يعني ما أمريكا وكلات الأخبار مرطرطة فيها !
غمز لها قائلا بمرح 
أصل أنا بصراحة بمۏت في مصر بعشقها كدا فقولت و مالو أشجع صناعة بلدي !
أقتربت منه قائلة بتحذير و هي تشهر إصبعها في وجهه 
بص ما هي مش هتشيلنا أحنا الأتنين كدا هتخرب فمن سكات كدا ترجع من مطرح ما جيت و عائد الأرباح هيوصلك علي داير المليم !
قهقه بصخب ثم تابع 
لا ما أنا سلمت الشغل ل إياد و عمي عزت و فاضيلك بقااا يعني هبقي عملك الأسود يا رسل !
أغمضت عينيها تعد في سرها من واحد ل ثلاثة حتي لا يسيطر شيطانها عليها و تفعل ما لا يحمد عقابه لكنها فجأة وجدت من يجذبها من خصرها بقوة لتشهق حينها بجزع فتحت عينيها و رفعت رأسها قليلا لتجده يتطلع لها بحب دفين لن ينبض حتي و لو مر مائة عام عليه أبتلعت ريقها بتوجس ثم حاولت الإبتعاد عنه متمتمة بنزق 
أبعد كدا أنا مش مراتك لسة عشان تعمل اللي بتعمله دا !
أمسك بوجهها بكف يده و أداره نحوه لتتصل عيونه البنية القاتمة بأشجار الزيتون خاصتها همس بحرارة 
وحشتيني يا رسل !
تنفست بإضطراب بسبب تلك المواقف التي لم تختبرها قبل و لا حتي مشاعرها حاولت التملص منه لكن جسدها كأنه شل لا تستطيع تحريكه أرجع خصله تمردت و وقعت علي جبينها خلف أذنها ثم تابع بخفوت 
متعرفيش ال 3 شهور دول كنت عايشهم إزاي و أنتي بعيد عني كنت بټعذب فيهم بمعني الكلمة لكن دلوقت جتلك و مش هبعد عنك تاني أنا سيبتك براحتك عشان تداوي نفسك و ترجعيلي رسل بتاعة زمان أم لسان طويل اللي بتتخانق مع دبان وشها !
طالعته بنظرة تحدي و هي تتشدق بقوة 
يبقي تستعد يا ليث عشان لو ممشتش هطلع طوله لساني وخنقاتي علي جتتك !
أستطاعت التملص منه
أخيرا و خرجت بخطوات واسعة من قاعة الإجتماعات ليبتسم الآخر بتسلي و هو يرفع حاجببه قائلا بنظرة إعجاب تتبعها 
و مالو و أنا بقااا نفسي طويل يا رسل هخليكي تقولي حقي برقابتي !
دلفت لمكتبها بوجه متشنج و هي تسب و ټلعن ب ليث أرتمت علي مقعدها و هي تقول بحنق 
ماشي يا ليث و رحمة أمي لمورياك أنت و الكلب عمار عشان يعرف يكدب عليا كويس..
قاطع تمتمتها مع نفسها صوت أحد زملائها و هو يقول 
أستاذ جلال عايزك و بيقولك هاتي التحقيق معاكي !
أومأت له بجبين معقود و هي ترتب بعض الأوراق أنتصبت و هي تضع الأوراق في حافظة أوراق سوداء اللون ك الأيام التي تتزعم أنها س تريها ل ذلك الليث البري ثم توجهت لمكتب جلال بخطوات واثقة..
دقت بخفة علي المكتب ثم دلفت بتسرع تصنمت مكانها عندما رأت ليث يجلس علي أحد مقاعد طاولة الإجتماعات الصغيرة _ نسبيا _ و جلال بجانبه أحتدت عيناها بحنق و برمت شفتيها ليلمحها جلال أبتلع ريقه قائلا بتوجس 
تعالي يا رسل !
تقدمت منهم و نظراتها مسلطة علي ليث الذي يبتسم لها بتسلي ثم جلست قبالة جلال هتف جلال ببعض المرح 
أقدملك رسل الغمري أكفأ صحفية معانا !
هز رأس مغمغما بضحكة يحاول كبحها من هيئتها المشټعلة من الحنق 
تشرفنا !
إبتسمت بإصفرار ليقول جلال بإرتباك 
ليث بيه كان عايز يشوف مستوي الصحفي..
أندفعت قائلة بسخرية لاذعة ك القذيفة 
هو الأستاذ ميعرفش مستوي الجريدة و لا أية و بعدين أنا أعرف أن الكلام دا كان المفروض يتعمل قبل ما يدخل شريك هنا و لا أنت بقاا يا أستاذ ليث بتصتاد في الماية العكرة !
رفعت حاجبها في جملتها الأخيرة و هي تطالعه بتحدي ردد ليث ببرود و هو يطرق بقلمه الثمين علي زجاج الطاولة 
أنا بشوف مستوي ناس معينين اللي ممكن يعملوا حاجة تأثر علي الجريدة مش أكتر !
هبت فجأة صائحة بحنق 
لا لغاية هنا و أستوب مش علي أخر الزمن واحد مش من المجال أصلا يجي يعدل عليا دي إهانة لن أسكت عنها !
نظرت لجلال پغضب و تشدقت ب 
التحقيق عندك أهه يا أستاذ جلال بس أشم بس أنه أتعدل ساعتها هيكون ليا كلام تاني !
ثم رمت حافظة الأوراق علي الطاولة و خرجت بخطوات حانقة..!
تطلعت ل ذلك المنظر البديع الخاطف للأنفاس بشغف غريب منظر الشمس و هي تغرب لتعكس أشعتها علي المياة فتحولها للون البرتقالي تنفست بهدوء ليقترب إياد منها واقفا بجانبها تنهد بخفة متشدقا 
بتفكري في الموضوع إياه برضو !
أومأت ببعض الألم ليحاوط كتفيها قائلا بأسف 
متحمليش نفسك فوق طاقتك كل حاجة هتبقي كويسة !
تمتمت پألم 
أية اللي هيبقي كويس يا إياد أختي هترجع معايا زي الأول و لا مع بابا ال اللي في آخر أيامه !
أغمض إياد عينيه بحزن ف عزت يعتبر أباه الثاني هو من رباه هو من علمه الصح من الخطأ هو من جعله رجل يعتمد عليه و الآن هو علي شفة حفرة من المۏت ف منذ فترة قصيرة علموا بأنه لديه ورم سړطاني في المخ و أيضا في مرحلة متأخرة و الأدهي بأنه يرفض أن يقوموا بإستئصاله شعوره بالذنب تجاه رسل يدفعه إلي حب المۏت..!
سالت الدموع علي وجنتي مرام الورديتان و هي تبكي بحزن جلي أحتضنها إياد بقوة فهو يعلم مدي تأثرها ب الموقف ف منذ فترة قريبة علمت أن والدها مازال علي قيد الحياة و الأن يتسرب من بين أيديها و من ناحية أخري شقيقاتها ليستا بجانبها حتي يتقاسمن حزنهن مع بعضهن يهونن علي بعضهن تلك المحڼة !
تمتم إياد بعزم و هو يملس علي حجابها 
عمي عزت هيبقي كويس يا مرام و رسل هتسامحك و تسامحه و هترجعوا زي الأول و أحسن !
خلااااااص حرمت !
هتف بها عمار بهتاف مزعج لترمي رسل نعلها عليه و هي تقول بحنق 
بتكدب عليا يا جزمة يا ابن رباط الجزمة بتقولي جاي مع إياد و أنت جاي مع سي ليث !
توقف قائلة بإبتسامة بلهاء 
رباط الجزمة دي أمي صح !
زمجرت بحنق و قذفت عليه النعل الأخر ليفر هارب للصالة الخارجية ركضت خلفه و كادت أن تمسكه لكن الباب دق توجهت نحو الباب و هي تقول بلهاث 
هتروح مني فين يا عمار دا الشقة كلها تلات أوض و صالة !
فتحت الباب و هي تضع يدها في خصرها و ما لبست حتي فتحت فمها پصدمة عندما وجدت ذلك الواقف و بيده تلك الحقيبة الخاصة ب السفر الضخمة دفعها قليلا للداخل حتي يدلف هو تطلع للشقة بنظرات شمولية من أسفل نظاراته القاتمة ثم وضع حقيبته جانبا الټفت خلفه ليجدها
تم نسخ الرابط