مېت يحكي قصته في عالم الامۏات
المحتويات
وإلا سأجعل الألم يزداد عليك وأقبض روحك .. قلت الحياة والمۏت بيد الله وليست بيدك فلن أموت إلا مسلما .. تمعر وجهه وقال الشيطان إن فتني فلم يفتني المئات قبلك ويكفيني أني استطعت أن أجعلك تعصي الله كثيرا وتتجرأ عليه ..
ونظر لأعلى كأنه رأى شيئا ېخاف منه ثم هرب سريعا تعجبت من سرعة انصرافه واستغربت ما الذي أخافه فما هي إلا لحظة حتى رأيت وجوها غريبة وأجساما عظيمة نزلوا وقالوا السلام عليكم .. قلت عليكم السلام وسكتوا ولم يتكلموا بكلمة واحدة ومعهم أكفان .. علمت أن هذه النهاية لا محالة فنزل ملك عظيم جدا وقال يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .. والله شعرت بسعادة لم توصف عندما سمعت هذه الكلمة منه وقلت أبشر يا ملك الله ..
رأيت الملكين كأنهما يستلماني ويضعاني في ذلك الكفن بسرعة ويرتفعون بي للسماء كنت ألتفت يمينا وشمالا وأرى الأفق البعيد ويزداد ارتفاعي وأخترق السحاب وكأني في طائرة حتى رأيت الناس صغارا تحتي ثم أرتفع وأرتفع بسرعة عظيمة حتى رأيت الأرض كأنها كرة صغيرة ثم قلت للملكين هل سيدخلني الله الجنة
قطع كلامي ملائكة مروا سريعا معهم روح عجيبة شممت من نسيمها رائحة مسك لم أشم مثلها
تعجبت وقلت للملائكة من هذا لولا أني أعلم أن محمدا صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء لقلت هذه روح نبي
قالا بل هذه روح شهيد مجاهد من فلسطين قټله قبل قليل اليهود وهو مدافعا عن دينه وبلده ويقال له أبو العبد وجمع الله له بين العبادة والجهاد ..
ثم هي لحظات وأرى ملائكة معهم نفس كريهة يخرج منها رائحة كريهة فسألت من هذا !!
قالوا هذا رجل هندوسي من عبدة البقر ټوفي قبل قليل بإعصار أرسله الله عليهم ..
فحمدت الله على نعمة الإسلام ...
قلت لهم والله مهما قرأت عن ما يحصل الآن فأنا لم أتخيله بهذه الصورة ..
قال الملكين أبشر بخير ولكن اعلم أن الأمر أمامك طويلا ..
قال الملكين سترى كل ذلك ولكن أحسن الظن بربك ..
مررنا بجماعة كبيرة من الملائكة وسلمنا عليهم ..
قالوا من هذا !
قال الملكين رجل مسلم .. حصل له حاډث قبل قليل وأمرنا الله أن ننزل لأخذ روحه من ملك المۏت ..
قالوا أنعم وأكرم بالمسلمين فهم خير وإلى خير ..
قلت للملكين من هؤلاء
قالا هؤلاء ملائكة يحرسون السماء ويرسلون الشهب على الشياطين ..
قالا بل هناك من هو أعظم منا من الملائكة ..
قلت من
قالا جبريل وحملة العرش وهم خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ..
قلت سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك ..
ثم ارتفعنا حتى وصلنا للسماء الدنيا .. لا أخفيكم كنت بين الشوق والتعجب لما أرى وبين الخۏف والقلق لما سيأتي ..
قال الملكين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقلت معهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال الملائكة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقالوا أهلا بملائكة الرحمة ونظروا إليهم وقالوا لابد أن هذا مسلم
قالا نعم ..
قال الملائكة تفضلوا فلا تفتح أبواب السماء إلا للمسلمين لأن الله قال عن الكفار ( لا تفتح لهم أبواب السماء )
فدخلنا فرأيت عجبا من العجائب مثل الكعبة عظيمة يطوف عليها ملائكة كثر قلت بسرعة لابد أن هذا البيت المعمور ...
تبسم الملكين وقالا نعم والحمد لله أكثر من أحضرنا من المسلمين يعرفون ذلك .. وهذا بفضل الله ثم بفضل الرجل الصالح نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك شيئا إلا وأخبركم به ..
قلت لهم كم يدخله يوميا
قالا سبعون ألف وإذا خرجوا لا يعودون إليه ..
ثم ارتفعنا بسرعة كبيرة حتى وصلنا للسماء الثانية وهكذا حتى وصلنا إلى السماء السابعة فإذا هي أعظم سماء ورأيت مثل البحر العظيم فخفض الملائكة رؤوسهم وقالا اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .. أنا شعرت برهبة عظيمة وأخفضت رأسي ودمعت عيني فقال العزيز الجبار اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ..
من شدة الرهبة والخۏف والفرح والسرور لم أستطع الكلام بل قلت سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ..
نزل بي الملكين مباشرة ومررنا على الملائكة ونسلم على كل من مررنا به ..
قلت للملكين هل بالإمكان أن أعرف ما حصل لجسدي وأهلي
قالا أما جسدك فستراه وأما أهلك فستصلك أعمالهم التي يهدونها لك لكنك لن تستطيع أن تراهم ..
أعادوني للأرض ..
قالا ابق عند جسدك فنحن انتهى عملنا وسيأتيك ملائكة آخرين في قپرك .. قلت لهم بارك الله بكما وجزاكما خير الجزاء ولكن هل أستطيع أن أراكما مرة أخرى .. قالا في يوم القيامة سنقف سويا وذلك يوم مشهود ورأيتهم عندما ذكروا القيامة تغيرت نبرة أصواتهم رهبة ..
ثم قالا وإن كنت من أهل الجنة فسنكون سويا وترانا ..
قلت لهم وهل بعدما رأيت وسمعت في دخولي للجنة شك
قالا أمر دخولك الجنة لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى وأنت حصل لك الإكرام لأنك مت مسلما .. وبقي عرض أعمالك والميزان .. تغير وجهي وكدت أبكي لأني أتذكر ذنوبا كالجبال ..
قالا لي أحسن الظن بربك وثق أن ربك لا يظلم أحدا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارتفعا سريعا ..
نظرت إلى جسدي ممدا ورأيت وجهي شاخصة عيناي ثم انتبهت لصوت بكاء .. صوت أعرفه .. إنه والدي الحنون ومعه أخي .. سبحان الله أين أنا الآن .. نظرت لجسدي فإذ الماء يصب عليه فعلمت أني الآن أغسل ..
كان صوت البكاء يضايقني كثيرا وأشعر معه بضيق شديد ولكن عندما أسمع أبي يقول الله يحلك الله يرحمك فكأن كلماته ماء باردا يصب علي .. ثم لفوا جسدي بكفن أبيض ..
قلت في نفسي ياالله ليتني قدمت جسدي في سبيل الله ثم أموت شهيدا يا ليتني لم أترك ساعة إلا بذكر الله أو بصلاة أو بعبادة يا ليتني كنت أتصدق ليل نهار يا ليتني يا ليتني ..
كان همي الشديد هو القپر وما سوف يكون به ..
سمعت المغسل يقول هل ستصلون عليه بعد العصر
أبي كان يقول وهو يبكي إن شاء الله ..
حملوا جسدي وأنا أرى جسدي ولكن لا أستطيع الابتعاد ولا الدخول به .. شئ عجيب محير ..
أدخلوني مكانا وتركوني لم أشعر به ولكني أجزم أنها ثلاجة الأموات ..
كنت أفكر ما الذي سيحصل لي ..
قطع تفكيري أصوات كثيرة
متابعة القراءة