مذاق العشق بقلم سارة المصرى
المحتويات
له هذه المرة فى تمعن لتسأله في وضوح
انت عايز ايه يا يوسف
امسك يدها فى غفلة منها وهمس في شوق
انتى عارفة انا عايز ايه
ڠضبت من نفسها لتلك الارتعادة التى انتقلت لكفها لمجرد لمسة منه فسحبت يدها محاولة اخفاء مشاعرها لتنهره في حدة
متنساش نفسك ومتنساش انى خلاص مبقتش مراتك ومش من حقك انك
انتى مصدقة مصدقة ان مبقاش فيه حاجة تربطنا
نهضت فى بطء وهى تقول
ايوة يا يوسف انا كمان اتجوزت بعدك لو كنت نسيت
قالتها رغبة فى اثارة غضبه وغيرته التى تعرفها جيدا ولكنها تفاجئت به ينهض فى هدوء
اتجوزتى عيبك يا حبيبتى انك مش عارفة ان مفيش حاجة بتستخبى فى البلد دى والكل عارف ان جوازك من من احمد عزام كان على ورق لمجرد انه واثق فيكى ده سافر تانى يوم كتب الكتاب
انا كنت معاه الليلة دى قبل ما يسافر
ابتسم وهو يدقق النظر بها فى ثقة
كدابة كدب الابل يا حياتي
عضت على شفتها
عليه اللعنه هو وضعفها امامه
واصل وهو يقترب اكثر
انتى متقدريش تكونى لحد تانى غيرى زييى بالظبط مش انا بس لحد دلوقتى اللى لسة شايفك مراتى
اومال جينا تبقا ايه
رد فى حزن
انا متجوزتش حد غيرك ابدا
واضاف فى حسم
وللمرة المليون بقولك ان اللى حصل كان ڠصب عنى
عقدت ساعديها وهى تقول بعدم تصديق
ولما هوا ڠصب عنك مخليها فى بيتك ليه
أجابها فى ثبات
عشان مبقتش فارقة من بعدك مفيش ست ممكن يكون لها مكان فى حياتى فخلاص خليها جنب ابنى
لكن فى حالة انك تقررى
اوقفته بكفها فى حزم
انا عمرى ما هقرر ولا هغير حاجة من اللى احنا فيه فعيش حياتك زى ما اخترتها ومن هنا ورايح مفيش بينا غير السوق الواسع ده
ابتسم فى رقة
عارفة انا عندى يقين ان احنا هنرجع لبعض تانى معرفش ازاى ولا بأى طريقة بس انا واثق انى زى ما انا لسة قلبى بيدقلك فانتى كمان لسة بتحبينى اللى بينا مينفعش يتمسح بسهولة مينفعش ينتهى اصلا
يقينك ده خاص بيك لكن بالنسبالى مجرد وهم احسنلك تفوق منه
القت كلمتها الاخيرة وفرت من امامه فهى لم تعد تحتمل قربه اكثر فمقاومتها قد اصبحت هباءا
تخشى على نفسها من نوبات هذا المچنون الذى لايضع اعتبارا لاى شىء وهى تعرف وتوقن انها ستتجيب له فكأن كل حواسها قد تحالفت معه عليها
بقا كانو متجوزين اممم والبيه بقا بحر بيحب الزيادة بيفكر اكيد يرجعها وتبقى مجموعة عزام تحت ايده ونطلع احنا من المولد بلا حمص
ابتسم الرجل المجاور له فى خبث
ازاى بس يا باشا ده انت ابن سيادتك صاحب المولد نفسه
ابتسم فى تهكم قائلا
ابنى عايشلى دور الفضيلة وعاملى فيها روميو هو ومراته
ونظر الى الرجل جواره فى شړ
خلاص هيا كدة خلصت لازم نخلص منها وبكرة هى الفرصة الوحيدة كلم الولد بتاعك يلعبلها فى فرامل عربيتها كدة تبقى قضاء وقدر والله يرحمها بقا
الفصل الثاني والثلاثون
امسك فارس بيد يوسف قبل ان يضعها على مقبض الباب محذرا
بهدوء لو سمحت انت عارف انى مليش فى اسلوب البلطجة ده فتعامل بعقل
رد يوسف فى تهكم امتزج بكثير من الڠضب
عقل !!! مراتى مرمية فى الحجز وهتتعدم ظلم وتقولى عقل
عقد فارس حاجبيه من استمرار يوسف وصف ايلينا بزوجته دون ان يشعر بهذا تماما فأضاف الثاني فى جدية
احنا مشينا بالقانون ومنفعش ايلينا هتخرج منها سواء بيك او من غيرك وبكل الطرق الممكنة مشروعة او غير مشروعة
واكتفى بنظرة حاسمة
أخيرة قبل ان يدفع الباب بقدمه ليدخل و خلفه فارس
وقف يوسف للحظات يتأمل المقيد امامه بوجه مغطى بقناع معتم يحجب عنه الرؤية
جلس على طرف مكتبه قبل ان يعطى اشارة برأسه لاحد رجاله ليرفع عنه قناعه
اخذ الرجل يلهث فى خوف وكأن الهواء سينفذ تماما من حوله و يريد ان يأخذ مخزونا منه يكفيه
لحظات وأخذ يفتح عينيه فى بطء متجنبا قوة الاضاءة لينظر حوله في هلع حين وقع بصره على اربعة من الرجال الاقوياء يصوب احدهما سلاحھ نحوه بينما الاخرون تكفى اجسادهم العملاقة ونظراتهم المخيفة لتفعل فى قلبه مالم يفعله السلاح
عقد يوسف ساعديه امام صدره وهو ينظر اليه نظرات ممېته
نظرات اراد بها افتراس احاسيسه تماما قبل أن يقول
بهدوء
مساء الخير اتمنى ان رجالتى ميكونوش قلو ادبهم معاك لسة
هتف الرجل فى ذعر وهو يحاول التخلص من قيوده
ابوس ايدك يا بيه انا عندى عيال عايز اربيها انا مش قدكو
نهض يوسف فى بطء وسار فى اتجاهه محاولا اللعب بأعصابه قدر المستطاع
قولى يا ابراهيم مفكرتش فى عيالك دول يترد فيهم اللى انت عملته فى ايلينا هانم
ازدرد ابراهيم ريقه في قلق وهو يعاود النظر الى الرجال حوله
هوا انا عملت ايه يا باشا
انقض عليه يوسف وجذبه من شعره ليجبره ان ينظر اليه وهو يهدر به في عڼف
مش عارف انت عملت ايه يا روح امك بقا هيا اللى قالتلك تقول ان بنتك عيانة عشان تاخد من خالد عربيته ويركب عربيتها هيا
رد الرجل وهو يتأوه
ڠصب عنى يا بيه ابوس ايدك يا كدة يا كنت هخسر عيالى وحياتى
ترك يوسف شعره وهو
يتنهد ويشير لأحد رجاله
فكوه
نفذ الرجل ما امره يوسف به فنهض ابراهيم فى خوف بينما عاد يوسف ليجلس على طرف مكتبه مردفا
شوف يا ابراهيم انا عاوزك تقولى على كل حاجة ومتخافش انا كفيل انى احميك واحمى عيلتك كلها افتكر انت عارف كويس مين هوا يوسف البدرى مفيش حد نفوذه فى البلد دى يساوى ربع نفوذى لو قلت الحقيقة اوعدك ان مفيش حد هيقربلك وكمان المبلغ اللى تحدده هيكون فى حسابك فى البنك
اطرق الرجل برأسه قليلا وهو يفكر
فواصل يوسف فى هدوء
انت مش محتاج تفكر اصلا انا اللى بطلبه منك انك تقول الحقيقة لكن لو مصر تكون غبى وتفضل على موقفك فمفيش مخلوق هيرحمك منى انت واللى اجرك فكر وعقلك فى راسك
ازدرد ابراهيم ريقه وتحشرجت نبرته بين ضعفه وانكساره
هيا الحوجة والخۏف يا بيه بنتى كانت محتاجة فلوس للعمليه هوا قالى هيتكفل بيها ولما رفضت هددنى انه ممكن يخلص عليا وعلى عيالى انا فى الاول والاخر راجل غلبان مليش ضهر فاضطريت
مسح يوسف وجهه بكفه أشفق حقا على الرجل ولكن هلعه على حبيبته لم يترك لتلك المشاعر مساحة مناسبة من الزمن
طيب انت هتروح تقول الكلام ده فى النيابة واوعى تخاف من اى حاجة انت وعيلتك فى رعايتى وانا كفيل بيهم
ومثلما فعل يوسف مع ابراهيم استطاع بسهولة ان يقابل الشاب الذى اتهم باللعب فى مكابح سيارة ايلينا
وهناك وبعد ضغط طويل من يوسف عليه لينطق تأكد انه يخضع
لنفس التهديدات التى يخضع لها ابراهيم وبصعوبة استطاع اقناعه ليخبره بالحقيقة
عادل يا باشا الدراع اليمين لاسامة فى كل حاجة هوا اللى اتفق معايا انا روحت بوظت الفرامل فى الجراش ومستنتش لاخر اليوم زى ما قالولى اصلهم طلبو منى انى ابوظ الفرامل بس لما العربية تطلع من الجراج للبوابات الخلفية ومحدش فهمنى ليه فانا استسهلت وقلت اخلص السبوبة بدرى بدرى عشان فى الاخر اتفاجىء بعادل ومعاه اسامة ورجالتهم بېتهجمو عليا فى البيت وبيقولو ان الجراش فيه كاميرات وكشفتنى وكدة كدة هيتقبض عليا بس لو جبت سيرتهم هيخلصو على ابويا وامى لكن لو قلت ان ان ايلينا هانم هيا اللى خلتنى اعمل كدة هيدونى فلوس ويتكفلو بأهلى ده اللى حصل
مال اليه يوسف قائلا
ايا كان المبلغ اللى وعدك بيه الضعف هيكون عندك واهلك انا كفيل بحمايتهم واصلا مش هيبقا فيه خوف عليهم لان بعد شهادتك يا غبى كان هينقبض عليه كلامك ده هتروح تقوله فى النيابة ولو ده محصلش بكرة الصبح اللى هددك بيه اسامة واكتر منه انا هعمله
لم يكن يعنى يوسف تماما ما قاله
لم يتبع فى حياته هذا الاسلوب ابدا فى التعامل ولكن قلقه على حبيبته قد اخرجه عن كل قواعده فهو لم يعد يحتمل الانتظار
وقف زين فجأة بسيارته فى مكان غير مأهول وبعيد الى حد ما
الټفت الى صوفيا الجالسة الى جواره هاتفا فى حنق
كدبتى عليا ليه ها كدبتى عليا ليه
اشاحت بوجهها للحظات لتنظم انفاسها قبل ان تلتفت اليه بدورها لتهتف فى ڠضب
واديك عرفت هتعمل ايه هتروح تطلق مراتك وبعدين تتجوزنى ده كل اللى عندك
مال اليها يجيبها في حسم
ايوة هطلقها لأن ده كان المفروض يحصل من زمان كان من الاول غلطة
عقدت حاجبيها فى حنق
هو انت ايه بالظبط قلوب الناس عندك لعبة غلطة مكنش المفروض تعملها بس انت عملتها اتجوزت انسانة فضلت على ذمتك وفى حياتك سنين وانت عارف قد ايه هيا بتحبك جاى دلوقتى وتقول ارميها ايه الأنانية اللى انت فيها دى!!
رمقها بذهول فمن امامه تختلف تماما عن حبيته السابقة ابتسمت من حيرته وواصلت في نبرة لم يعهدها منها مطلقا من قبل نبرة صاغتها خمس سنوات غابت فيها عنه ولا يعرف ما الذي جد بها فيها
الساذجة اللى كانت بتعتبر كلامك مقدس ولازم يتسمع خلاص انتهت يا زين وماټت
امسك بكفيها يمنعها من التلويح بالفراق من قبل أن يهنأ بلقياها من الأساس
صوفيا احنا وعدنا بعض انتى وعدتينى انك هتفضلي تحبينى وهتستنينى اخلص من كل مشاكلى وانا وعدتك انى هصلح كل حاجة وادينى اهو بصلح كل حاجة بتعذبى نفسك وتعذبينى ليه ادينى رجعت يا صوفيا ليه بتبعدينى
انتزعت يديها من يديه في عڼف
رجعت بعد ايه بعد سنين يا زين سنين عشت فيهم كل معانى الوحدة والۏجع سنين وانا بسأل نفسى ياترى نسينى وحب سمر سنين وانا مستنية منك مجرد اشارة اشارة بس تطمنى على وجودى فى حياتك
وضمت قبضتها لټضرب بها على صدرها مردفة
لما تعبت اتمنيتك تكون جنبى وملاقتكش مستنى لما ترجعلى اقولك ايه حبيبى خلاص انا مسامحاك يلا نبدأ من جديد الجديد دايما للاسف بيتبنى ع القديم انا مش تمثال من حجارة هتسيبه وترجع تلاقيه زي ماهوا انا انسانة من لحم ودم واحساس
اراح رأسه على النافذة الزجاجية هامسا فى الم
انتى متعرفيش حاجة يا صوفيا متعرفيش الظروف اللى
قاطعته وهى ټضرب على تابلوه السيارة
وانا مستهلش اكون اقوى من الظروف مستهلش تتحدى كل حاجة عشانى يوسف رغم كل اللي حصل بينه وبين ايلينا لحد دلوقتي بيحارب كل حاجة عشان تبقى معاه بيحاربها هيا حتى يا زين
واشارت الى صدرها بسابتها تواصل
انا جيت لحد عندك لحد مكتبك رميت نفسى فى حضنك كنت
متابعة القراءة