مذاق العشق بقلم سارة المصرى

موقع أيام نيوز

ميجيش بعد سنين يتهمني اني حرمته من امه خليه يكبر ويعرف بنفسه ويختار اذا كنتي فعلا تستاهلي تكوني امه ولا لا 
عضت على شفتها الرقيقة وهي تقول 
دي اخر مرة هعرض عليك نكمل حياتنا زي
اتنين طبيعييين 
اتجه ليفتح الباب وهو يجيبها 
ودي اخر مرة اسمحلك انك تدخلي المكان ده تاني وعشان تكون بشكل اوضح لو فكرت في يوم اكمل حياتي مع حد غيرها فالحد ده مستحيل يكون انتي 
استندت على سياج الشرفة الخشبى الانيق التى تطل على حديقة القصر التي خفت بهجتها بعد أن اسدل الليل ستائره عليها فلم تتمكن من تأملها بوضوح اخرجت الشريحة من هاتفها وهى تكسرها بين اصابعها بعد ان اجرت مكالمتها معه 
تعرف جيدا الان فما يفكر 
صوته 
انفاسه 
تلك الاشياء التى تحفظها جيدا وشاركته فيها لسنوات لا يمكن ان تخطئها حينما تخبرها بوضوح انه الان ربما ېموت قهرا 
حاولت ان تبتسم او ان تشمت بحالته تلك فلم تستطع دمعة خانتها خانت كبريائها وكرامتها ووعدها بالاڼتقام منه بكل الطرق وشاركته مشاعره هو 
تشفق عليه رغم كل شىء 
تحبه الى الان ودون ارادة منها 
اى ذنب ارتكبته فى هذه الحياة لتكفر عنه بهذا العشق الملعۏن 
لقد نفذت ما اتفقت عليه مع احمد عزام واصبحت من الان سيدة لهذا القصر بعدما انتقلت للحياة فيه مع اخيها واول شىء فكرت فيه بعد ان انهى المأذون عمله هو مهاتفه يوسف واخباره ولم يمهلها القدر الفرصة الكافية للتشفى 
اثبت لها انه حبيبيها مهما فعلت وان انتقامها منه بأى شكل سيكلفها هى بالقدر الذى سيكلفه هو واكثر و 
ايلينا 
التفتت الى ملك بعد ان مسحت دمعتها 
تقدمت ملك الى سياج الشرفة لتقف الى جوارها تأملت الاشيء للحظات قبل أن تقول 
مش عارفة ايلينا اشكرك ازاى لولا اللى عملتيه بابا مكنش وافق يسافر ابدا 
ربتت ايلينا على كفها 
اطمنى يا ملك ان شاء الله كل حاجة هترجع زى الأول واحسن 
اغمضت ملك عينيها وهي تبتلع انصالا جارحة فى حلقها اودت بتماسك نبرتها 
انا خاېفة خاېفة اوى يا ايلينا انا دكتورة وعارفة طبيعة مرض بابا كويس وفرصة العلاج فيه فى المرحلة دى صعبة جدا 
تنهدت ايلينا وهى تتذكر مرورها بتلك المخاۏف من قبل تدرك جيدا الشعور بالضياع الذي اختبرته بعد مۏت سمير ولا تدرك حقا بأي شىء تواسيها هو شعور لا يمكن لشيء أن يخفف من قهره 
واصلت ملك من بين دموعها التى لم تستطع مقاومتها اكثر 
حاسة انه هيسيبنى وسط شوية ناس كل همهم الفلوس وبس اديكى شايفة عمى اسامة وعمايله مستني أي مصېبة عشان يستولى على كل حاجة انا خاېفة اوى خاېفة عليه وعلى مازن ويارة وخاېفة اكون لوحدى يا ايلينا 
ضمتها ايلينا وهى تربت على شعرها فى حنان 
انا هفضل جنبك وعارفة انى اقدر اوقف اى حد عند حده كويس وان شاء الله عمو احمد يرجع بالسلامة 
ورفعت رأسها من على صدرها لتواصل وهى تغمز بعينها في محاولة لانتشالها من هذا الحزن 
وبعدين انتى مش هتبقى لوحدك اومال خالد راح فين 
ابتسمت ملك فى حزن شابه كثير من التهكم 
ايلينا خالد ماهو الاجزء من خطة ابوه مش اكتر مهما حاول انه ي 
قاطعتها ايلينا وهى تترك وجهها لتنفي زعمها في قوة 
لا ياملك خالد غير باباه تماما انا اتعاملت معاه وشوفت قد ايه بېخاف على المجموعة وشغلها 
عقدت ملك ساعديها وهي تلوي ثغرها في عدم اقتناع كله تمثيل فى تمثيل 
امسكت ايلينا بذراعها تخبرها في حسم 
خالد بيحبك انا متأكدة من ده 
صمتت ملك للحظات لمع فيها عقلها بوميض ذكرى قديمة 
واللى قبله برضه كان بيحبنى 
ومالت على سياج الشرفة لتضيف 
طول سنين الكلية كانو مسمينا روميو وجولييت لحد ما بان على حقيقته كان كل همه فلوس بابا ولما ملاقاش منها امل رمانى وسابنى انا مش ناوية اكرر التجربة تانى 
وقبل ان ترد عليها ايلينا دخل عليهما احمد قائلا وهو يعقد كفيه خلف ظهره 
ايه يا بنات مش ناويين تنامو 
ونظر الى ايلينا ليتابع 
انا هسافر بكرة ان شاء الله بس قبل ما اسافر بكرة الصبح هعمل اجتماع مجلس ادارة عشان ابلغهم بالتطورات الجديدة 
ابتسمت ايلينا وعينيها تلمع بتحد غريب 
يبقى فعلا لازم ننام عشان عندنا حرب هتبتدى من بكرة ولازم نستعدلها كويس 
ابتسم احمد وهو ينظر لها نظرة اجلال وتقدير وثقة 
يوقن انه لن يندم وهو يسلم مصير كل اعماله بل روحه بين يديها ابتسمت تخبره أنها تفهم ما يفكر به وعاهدته بنظرة مماثلة ان تكون فى حجم تلك المسئولية واكثر 
ينظر الى عينيها يتمنى ان يجد فيهما طوق النجاة الذى يتشبث به لينقذه من الشتات الذى يعيش فيه 
ليجد الحب الذى يريد ان يكتفى به عن مجرد وهم لا يمكن ان يطلق عليه اى مسما اخر مهما احتل من قلبه ومن كيانه 
مهما ظل يكتوى بنيرانه لن يعطيه اكبر من هذا الحجم ابدا حتى ولو كڈبا 
سيسلم الأمر برمته لعقله فلا عشق ولا جنون ولا حياة تسيطر عليها نزوات القلب 
سيحيا بمبدأ السلامة ويكفيه ما أصاب قلبه وكبريائه من لعنات العشق 
طرق بشوكته على الطبق لتنتبه له نور التى جلست مقابلة له على احدى الطاولات فى مطعم انيق ملحق باحد الفنادق الفارهة 
ازاحت خصلة سقطت على جبينها وابتسمت له فتنهد قائلا 
روحتى فين 
ابتسمت وهى تتمعن به 
معاك 
همس فى حزن 
لامتى يا نور 
اغمضت عينيها واطرقت ارضا تسأله 
هو ايه اللى لامتى 
ضم كفيه الى بعضهما قائلا 
اللى احنا فيه من أكتر من سنتين بالظبط طلبتك للجواز وانت كل ده بتماطلى وتقولى بتأكد من مشاعرى ياترى اتأكدتى 
مالت اليه قليلا تجيبه في ثقة 
انا متأكدة من مشاعرى من زمان يا حسام من اول ماشوفتك واتعاملت معاك الفترة اللى فاتت كنت عاوزة اتأكد من مشاعرك انت 
رفع حاجبيه وخفضهما محاولا التحدث بعملية بحتة لم تنطلي عليها مطلقا 
وانا من اول لحظة صارحتك يانور قولتلك انى مش بعترف بأي حاجة اسمها حب وشايف انه مجرد وهم وكدب وكلام رومانسى ملوش معنى غير فى الراويات ودوواين الشعر والأفلام 
ضغطت نور على شفتيها 
متأكد 
هز رأسه فى مرارة 
محدش متأكد من ده قدى 
تنفست فى عمق وهى تشيح بوجهها ارتجفت شفتاها قبل أن تطلق لحيرتها العنان 
اومال بتسمى اللى بتحسه ناحية ايتن ايه 
حملق بها للحظات من اين علمت ومن اخبرها هل فعلتها تلك المچنونة 
ابتسمت وكأنها تعطيه الاجابة 
حسام الأعمى يقدر يميز كويس انت بتبصلها ازاى بتراقبها ازاى بتسرح فيها ازاى زى ما برضه يقدر يميز انك مجروح منها وچرحك محسسك بالضعف لانك مش قادر تكرهها 
صدم من ردها وكأنها قرأت ما عجز هو عن قرائته لكنه يرفض هذا ولن يسمح بوجوده 
طرق المائدة نافيا في قوة 
مش صحيح ابدا 
التمعت دمعة بعينها وابتسامة حزينة تتردد على شفتيها 
مش صحيح انك حبتها ولا مش صحيح انها جرحتك 
هز رأسه يواصل انكاره بقوة 
قولتلك مفيش حاجة اسمها حب ده وهم بنقنع بيه نفسنا عشان 
قاطعته فى الم 
بس انا حبيتك 
واضافت وهى تقطب جبينها فى الم 
وانت حبيت ايتن ولسة بتحبها تسمح تقولى دلوقتى انت عايز تتجوزنى ليه هتقولى الاحترام وحده كفاية الحب ده ۏجع قلب
بس ده مش حقيقى انت عاوزنى اكون مجرد مسكن مخرج او مهرب من حبك الحقيقى اللى انت واقف فى نص الطريق بالظبط لاقادر تسامح وترجع ولا قادر تكمل 
امسك حسام بكفها يخبرها في حنان 
طريقى انا عاوزه اكمله معاكى
انتى يا نور انا فوقت من كل الاوهام اللى كنت عايش فيها انا محتاجك انتى جنبى محتاج حد عاقل متوازن مش طايش ومچنون 
سحبت يدها من كفه لتمسح بها دمعتها التي ملت محبسها قيد جفنها فانسابت غير عابئة باعتباراتها السخيفة 
لو مكنتش حبيتك كنت وافقت بسهولة كنت قلت عادى اللى بينا كفاية لحياة زوجية ناجحة لكن انا مش هقبل اكون الزوجة اللى تفنى حياتها فى حب واحد عمره ما هيحس بيها لانه قلبه مع غيرها مش هقبل اموت فى اليوم مېت مرة وانا خاېفة اصحى الصبح الاقيك روحتلها مش هستحمل نظراتك ليها مجرد نظراتك ليها حتى لو انت رافض تعتبر خېانة يا حسام 
دفنت وجهها بين كفيها لم تتمنى ان تصل الى تلك اللحظة بهذه السرعة لحظة المواجهة كانت تعرف انها اتية لامحالة ولكنها ارادت ان تهنأ بقربه للحظات اطول 
ولأن لكل شىء نهاية فشاءت أم أبت قد جاءت تلك اللحظة 
نهضت فى تثاقل وابتسمت فى حزن تخبره بأثقل حمل على قلبها الان 
حسام حاول تسامح ايتن لان مظنش انك بالساهل هتنساها ولو قررت فى يوم تتجوز دور على حد ليه مبادئك عشان متظلمهاش معاك انا مستقيلة من شغلى 
وانسحبت من امامه مسرعة وهو لم يقوى على النهوض 
كم كانت المواجهة صعبه وهى تكشف له كل ما يخفيه عليها وعلى نفسه 
سؤال طرحته على باله واختفت 
هل يستطيع ان يغفر لايتن 
لقد وضع قلبه وحياته وعمره يوما بين يديها فدهست كل شىء تحت قدميها 
كيف تحبه الان وهى لم تجد منه سوى الجفاء والقسۏة والالم الذى يتعمد ان يلحقه بها فى كل لحظة كأنه يعاقبها على كل لحظة ضياع عاشها بسببها لاينكر انها تغيرت ولكن كما اعطاها حبه ببذخ من قبل لن يعطيها ابدا سماحه وعفوه بالقدر ذاته 
يعنى ايه معنى كلامك ده مش فاهم 
هتف بها اسامة وهو يضرب مائدة الاجتماعات بقبضته استند احمد الى ظهر مقعده وهو يقول فى هدوء 
يعنى مدام ايلا هتبقى رئيس مجلس الادارة والمسئولة عن كل حاجة طول فترة غيابى 
تعالت الهمهمات فى الاجتماع الذى عقده احمد وحضرته ملك التى نظرت الى ايلينا بابتسامة تطمأنها فبادلتها ايلينا ابتسامتها وهى تغمز لها فى ثقة وتخبرها انها جاهزة تماما لكل شىء نظر اسامة الى الجميع محاولا استغلال الموقف فنهض يتهكم بوقاحته المعتادة وده بصفتها ايه ان شاء الله السكرتيرة 
نهض احمد فى بطء ونظر الى الجميع نظرة طويلة قبل ان يمد يده الى ايلينا التى اعطته كفها ليوقفها الى جواره قائلا في صرامة وحسم واضحين 
بصفتها مراتي 
وكأن قنبلة مدوية قد اڼفجرت فى المكان 
تعالت الهمسات وتعالت وتعالت حتى اصبحت حديثا صاخبا يصم الاذان 
نهض الجميع من اماكنهم وتسمرو فى صدمة بينما فغر اسامة فاه هامسا في صدمة 
بتقول ايه 
ضغط احمد على
كف ايلينا 
افتكر ان الكل سمعنى 
اسقط فى يد اسامة حينها فكل ما كان ينوى فعله من تشويه لسمعة تلك الدخيلة بوجود علاقة بينها وبين اخيه قد اصبح لاقيمة له فقد قطع الثاني الطريق عليه تماما 
نظر الى ملك كورقة ضغط اخيرة يعلم أنها لن تنصفه ولكن موقفه المهتز جعله يتشبث بأي أمل 
وانتى عاجبك الكلام ده يا ملك عاجبك ابوكى يتجوز سكرتيرته ويديها الصلاحية فى كل حاجة 
رمقته ملك باستهزاء ونهضت لتقف بجوار ابيها قائلة 
افتكر محدش هنا يكون ليه كلمة بعد كلمة احمد بيه عزام هوا اللى يحدد ايه مناسب وايه لا 
ربت احمد على كتفها وهو يردف في عملية 
انا بلغتكو
تم نسخ الرابط