اقام احد الفلاحين الاغنياء وليمه بمناسبه زواج ابنه
فوجئ عبد الكريم في ذلك المساء أن الماء قد ارتفع في القناة ارتفاعاً كبيراً واتسع سطحه حتى زاد على ثلاثه أمتار.
وأخذ عبد الكريم يسير على شاطئ القناة مرة إلى اليمين، ومرة إلى اليسار، يبحث عن موضع ضيق من القناة يستطيع ان يقفز منه إلى الجانب الآخر، لكنه لم يجد.
واصل عبد الكريم السير على الشاطئ مسافه طويلة، وكان ارتفاع الماء يزداد في القناة شيئاً فشيئاً، وسطحه يزداد اتساعاً، بينما أخذت الشمس تميل إلى الغروب .
بدأ الطريق يظلم ، وتذكر عبد الكريم أن هذا اليوم هو بداية الفترة التي تأخذ قريته خلالها نصيبها من الماء لري الزرع ، فتمتلئ القناة بالماء بسبب فتح السد الذي يأتي بالماء من النهر، وعندما يزداد ارتفاع الماء في القناة يتسع سطحها ولا يستطيع أحد عبورها.
وقف عبد الكريم حائراً حزيناً ينظر إلى ملابسه الجديدة الغالية وقد أحس بالتعب . تصور عبد الكريم كيف سيكون شكله إن هو قفز ووقع في الماء.
وأخير قال : لن أتمكن من عبور هذه القناة، ولن أستطيع الذهاب إلى الوليمة .وهكذا استدار عبد الكريم عائداً إلى بيته .
كان الوت قد تأخر، سار عبد الكريم والقمر يضىء له الطريق ، بدأ عبد الكريم يشعر بالجوع الشديد، وكلما سار اشتد إحساسه بالجوع .
قال عبد الكريم لنفسه : يحسن بي أن أجلس قليلاً، لكن الجلوس معناه جوع أكثر! وفي الوقت نفسه صرت غير قادر على السير.
كان عبد الكريم يشعر بالجوع والتعب ، وتذكر فجأة التمر الذي ألقى به في التراب .
أين هو يا ترى؟!. أخذ عبد الكريم يبحث في ضوء القمر لعله يعثر على ذلك التمر الذي ركله بقدمه، بعد قليل شاهد عبد الكريم السلة، وأخذ يتحسس الارض حول السلة في لهفة شديدة ، ويتناول حبات التمر، ويمسح عنها التراب ، ويأكلها.
وكم كان عبد الكريم سعيداً وهو يمضغ ذلك التمر الذي رمى به إلى الأرض منذ ساعات!