رواية دمار قلب بقلم يميادة مأمون
المحتويات
عندك
طيب تمام يعني بقت كويسه وعدت فترة النقاهه
كويس اوي عايزك ترجعلي بالطايره لوحدك
هادفن امي الاول وبعدين ارجع معاك انا وچانا
مش عايز حد ياخد خبر بحاجه انت هاتستناني في المطار مع الكابتن وانا هاجيلك
ماتخافش ربنا يستر
ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا
بعد مرور ساعه من الزمن وصل الي مطار الاسكندرية ومنه الي مستشفى حيث يرقد جثمان والدته داخل المشرحه
حمدلله علي السلامه يا صقر البقاء لله يا حبيبي
ماهذا الثعبان المتلون بألف لون ېقتل القتيل ويقف يحزن وينتحب من اجله
احتضنه الاخر بشده وهو يرتسم علي وجهه مزيج من الڠضب والحزن والمكر ايضا
البقاء لله يا عمي
ايوه ايوه عارف طبعا بس مش وقته الكلام ده دلوقتي خالص بعدين كل واحد هياخد نصيبه
عاد بها الي مأوها الاخيرحمل حراسه جثمانها علي اكتافهم
وكان هو يمشي من خلفهم مع بعض رجال الاعمال وايضا بعض رجال الدوله الذين حضرو لكي يشدو من ازره
الي ان اتم مراسم الډفن كاملة ووقف يأخذ عذاء والدته تحت عيون من يراقبوه جيدا
بدأ الكل يهمس اين ذهب كيف تبخر من وسط الحضور
حتي ياسين الذي كان يلزمه كظله وقف ينظر الي ابنه وهو في حيره بائنه
ازاي يختفي كده من وسطنا من غير ما يقول هو رايح فين
ايه يا بابا مانت عارف صقر لما بتطلع في دماغه يعمل حاجه بيعملها
يعني انت ماتعرفش هو راح فين يا مازن
وبعدين بقي صقر مش هايسكت علي مۏت امه وبيخطط لحاجه هاتضر الكل
طب وانت خاېف كده ليه هو انت كان ليك يد في قتل طنط ماهي
لاء طبعا ايه اللي بتقوله ده
خلاص يبقي ماتخفش وسيبو ياخد حقه من اللي عملها
ابتسم له بسخريه واكمل لو سيبته ياخد حقه يبقي فيها نهاية الكل
انا مش فاهمك يا بابا عايز تقول ايه
صلو على من انشق له القمر
وصلت سيارة تكريم الانسان التي كانت تحمل جثمان والدته الي مطار السادس من اكتوبر
توقف سائقها عن السير وترجل من علي مقعده وتوجه الي الباب الخلفي للسياره
ليسحب ذلك الصندوق التي كان يرقد فيه الچثمان ويفتحه بهدوء
حمدلله علي السلامه يا صقر باشا
الله يسلمك ايه وصلنا
اوعي يكون في حد لمحك ولا مشي وراك
عيب يا باشا حتي الحرس بتوعك ماعرفوش حاجه
طيب طيب كده تمام اوي امسك خد دول
ده كتير والله يا باشا كفايه اللي اخدته
امسك بس وسيبني اعمل تليفوناتي بقي
امسك هاتفه واجري مكالمه هاتفيه بخادمه
ايوا يا عبدو ها انت فين دلوقتي
خلاص يا صقر احنا منتظرينك في الطياره
يعني هي معاك دلوقتي
ايوه ماتخفش انت اللي فين دلوقتي
انا خلاص داخل عليكم اهو اقفل ودقايق وهاكون ادامك
وبعدبضعة دقائق صعد الي الطائره الخاصه به ليقابله خادمه الامين ويحتضنه جيدا
حمدلله علي سلامتك ملاقتش عربيه تانيه غير دي تجي فيها
ياسيدي المهم اني عرفت اهرب من عيونهم المهم انت طمني فين چانا
قاعده جوه الطياره ماتقلقش وماتخفش الكل فكرنها لسه في الڤيلا
طب يلا بسرعه خلي الكابتن يتحرك
حاضر حاضر
واخيرا ما دلف اليها وجدها جالسه في انتظاره مخبأه بالكامل تحت نقاب اسود وتبكي في هدوء
جلس بجانبها وضم كفها الصغير بين راحتي يده يطمأنها
خلاص ارفعي النقاب من علي وشك انا جيت اهو ومافيش خوف
صقر
القت رأسها علي صدره وضمھا بحنان اليه وهو يزيح ذلك الوشاح من علي ووجهها
خلاص يا حبيبتي انا جانبك ماتخفيش من حاجه ابدا
احنا ليه بيحصلنا كده وهانروح فين تاني
هانروح مملكتك المكان الوحيد اللي ماحدش يعرف عنه حاجه واامن مكان لينا تقدري تقعدي فيه براحتك من غير ماتخافي من اي حد
وكمان محضرلك مفاجئه هناك هاتفرحي اوي لما تعرفيها
بعد اللي شوفته في اليومين دول متهايئلي مش هافرح تاني
ليه بتقولي كده بس وحياة چانا عندي لخلي ايامك الجايه كلها سعاده وفرح واعوضك اللي شوفتيه معايا الايام اللي فاتت
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
طب احكيلي بقي عملتي ايه لما عبدو جالك الڤيلا
اسكت دانا اټرعبت ساعة مالقيت الستات المنتقابات داخلين الڤيلا وامل فتحت ليهم
انا اتفجئت بيهم وهما داخلين مع الحرس وبيسلمو عليا بحراره جامده اوي
فلاش باك
رن هاتفها وهي جالسه علي الاريكه اجابت علي الاتصال الغير معلوم
الو
ايوه يا چانا انا صقر عبدو هايجيلك دلوقتي ومعاه شوية ستات اسمعي كلامه وروحي معاه
حاضر بس انت فين
مش وقته روحي معاه وانا هاجيلك لحد عندك سلام دلوقتي
طيب سلام اغلقت الهاتف وتفاجئت بجرس الباب الداخلي للڤيلا
فتحت امل الباب وهي جالسه تنظر لها لتجد بعض الحرس يدخلون ومعهم بعض النساء المنتقابات
الذين لم يعطو اي فرصه للحرس حتي يتكلمو وبدؤو يحتضونها واحده تلي الاخري وهم يتكلمو جميعا
چانا حمدلله علي السلامه وحشتينا عامله ايه
الله يسلمكم كلكم اتفضلوا
حضرتك تعرفيهم يا چانا هانم
ايوا اعرفهم اتفضل خد باقي الحرس واخرجو انتو
لكن رفض ذلك الحارس الروسي المكلف بحراستها ان يخرج فتحدثت معه بالانجليزيه
ماذا دهاك انت اتريد الجلوس مع النساء
لا ولكني مكلف بحراستك ولا يجب ان اتركك مع هؤلاء النساء
الزم حدك يا هذا واعلم انك مكلف بحراستي وليس مراقبتي
عليك الانتظار بالخارج فلا يوجد اي خطړ داخل بيتي سوي وانت موجود فيه
انا آسف سيدتي لكن هذه اوامر الجد ادريان وانا لا اريد اخفاتك
قلت لك اخرج ولا تثير اعصابي اكثر من ذلك
تحت امرك سيدتي واخيرا تركهم وذهب وتفجأت بصوت عبدو يأتيها من باب الحديقة الخلفي
براڤو عليكي اتصرفتي صح جدا
عم عبدو انت جيت منين
من الباب اللي ورا بس دلوقتي خدي البسي النقاب ده عليكي ويلا بسرعه عشان نمشي من هنا
ارتدت ذلك النقاب عليها وخرجت معه من الباب الخلفي كما دلف إليها
بمساعدة بعض الحرس الخاصين بصقرليستقلو سياره كانت بأنتظارهم ويذهبو دون ان يتعرض احد لهم
باك
معلش يا حبيبتي انا عارف انك خۏفتي النهارده اوي بس خلاص مافيش خوف تاني
احنا رايحين فين يا صقر
بصي كده من الشباك جانبك وشوفي احنا فين
الله ايه الجمال ده هي دي قريه سياحيه ولا ايه
احنا وصلنا دهب يا حبيبتي وبالتحديد في المنتجع بتاعنا اسمه الواحه واحة الروسي
واحة الروسي دي حلوه اوي يا صقر
دي مملكتك اللي هاتعيشي فيها ومافيش حد هيضايقك تاني ابدا
يا ريت يا حبيبي نعيش هنا علطول ونبعد عن كل حاجه وحشه
ان شاء الله يا قلبي بس الأول لازم اخلص شوية حاجات ورايا وبعدين اجي واقعد معاكي علطول هنا
يعني هاتسيبني هنا لوحدي
لاء مش هاتبقي لوحدك استني بس اما ننزل من الطياره وانتي هاتعرفي كل حاجه
استغفرك ربي واتوب اليك
واخيرا هبطت الطائره امام الواحه وترجلو جميعا منها
واستقلو سياره لفت بهم الواحه بأكمالها حتي يريها كم هي كبيره وجميله
وبعدها وصلو الي ڤيلا تقع في اخر الواحه وترجلو من السياره هو وزوجته
بعد ان تركهم عبدو ورجع الي فندق الواحه حتي يراقب العمل الي ان يتبعه سيده
فتح هو باب الڤيلا وامسك يدها ودلفو سويا
واخيرا ما رأتها تقف أمامها منتظرها حتي تعود الي احضانها مره ثانيه
ماما
هتفت بها چانا التي ما ان رأتها حتي جرت عليها و احتضنتها
حمدلله علي السلامه يا حبيبتي وحشتيني يا چانا
انتي اللي وحشتيني اوي انا كنت هاتجنن واشوفك
حمدلله علي سلامتك يا طنط لبني عامله ايه دلوقتي
الحمدلله يا صقر حمدلله علي سلامتك انت والبقاء لله يا حبيبي تعالو اقعدو واقفين ليه
البقاء لله وحده ربنا يرحمها برحمته طب انا هاسيبكم واطلع استريح شويه فوق
اتفضل ياحبيبي اطلع براحتك وانتي بقي تعالي اقعدي جنبي دانتي واحشتيني اوي
وانتي كمان والله يا ماما وحشتيني اوي
بس انتي كنتي تعابنه ولا ايه
هو انتي ماكنتيش تعرفي اني كنت في المستشفي ودخلت في غيبوبه بقالي زياده عن شهر ولا ايه
لاء صقر كان مخبي عليا ومارديش يقولي انا كنت علطول بتخانق معاه عشانك
تلاقيه ماكنش عايز يزعلك دا لولاه هو وعم عبدو ماكنش حد سأل فيا وكان زماني مت انا كمان
بعد الشړ عليكي يا حبيبتي ربنا يخليكي ليا
ويخليكي ليا يا حبيبة قلبي يلا اطلعي ارتاحي مع جوزك شويه من السفر ولما يجهزو العشا هبقي اصحيكو
طيب يا ماما عن اذنك
اتفضلي يا حبيبتي
بقلمي مياده
صعدت الي غرفته وجدته قد شلح ملابسه ومنقلب علي وجهه علي الفراش مغمض العينين
بدلت هي الاخري ملابسها الي منامه قطنيه طويله
وتسطحت بجانبه في الفراش
بدأت تملس علي شعره بيدها بكل حب وما كسر قلبها سوي تلك الدموع التي كانت تسترسل بهدوء من عينيه المغلقه
قررت ان تجففها له بأبهمها
انت صاحي انا كنت فكراك نايم
كنت مستنيكي عشان تنامي في حضڼي وابقي مطمن عليكي
طب لو عايز تبكي ابكي يا حبيبي ماتكتمش حزنك
عمري ماهبقي حزين وانتي جنبي بس انا تعبان وعايز ارتاح
طب انا في حاجه كنت خاېفه اقولهالك وبصراحه مش عارفه هاتفرحك ولا هاتزعلك
اعتدل علي ظهره واسنده علي الوساده ضامم حاجبيه مستفهما
حاجة ايه اتكلمي في ايه
اعتدلت جالسه امامه وامسكت يده ووضعتها علي بطنها
ولكنه سريعا ما جذبها وبدء يغضب
چانااااا اتكلمي في ايه مش ناقص الغاز انا
ماهو ده اللي كنت خاېفه منه
اللي هو ايه اوعي تكوني
ايوه يا صقر انا حامل
قڈف من جانبها واقفا وهو ثائر من الڠضب
ليه دلوقتي ليه بس
هو ايه اللي ليه ده اظن انت الوحيد اللي المفروض متسألش السؤال ده
انتي عارفه لو عرف هايحصل ايه مش هايرتاح غير لما يخلينا تحت ايده تاني لحد ماتولدي مش بعيد ياخد البيبي مننا ويبعدنا عنه
وضعت يدها علي بطنها پخوف وهمست
ايه لاء مش لازم يعرف مش ممكن حد ياخد ابني مني
عشان كده البيبي ده لازم ينزل انتي مش لازم تفضلي حامل
نظرت له والدموع تتساقط علي وجنتيهاوصرخت
لاء مش ممكن ده يحصل انت قولت اننا هنا في امان وماحدش هيقدر يوصلنا
تفتكري الكلام ده سهل عليا بس انتي عرفتي كل حاجه
ازاي هانخلف طفل واحنا عارفين ايه اللي مستنيه
افرضي خطفه مننا ساعتها مش بس مش هانقدر نشوفه لاء داحنا هانبقي ورثناه مال ملوث پالدم غير انه هو اللي هايربيه
ماعرفش اتصرف شوف اي حل تاني لكن انا لا يمكن اتخلي عن البيبي ده
عشان خاطري يا صقر بلاش تفكر كده عشان خاطري انا عايزاه
نظر اليها نظره طويله وجفف عبراتها بيده وجذب علبة سجائره واتجهه الي شرفة غرفتهم
جلس بها يفكر طويلا وينفث دخان سجائره الي ان استمع لدق علي باب الغرفه
اتجه نحوه ليراها غافيه من كثرة البكاء وهي جالسه مستنده علي وسادتها
تنهد بحزن واتجه نحو الباب فتحه نصف فاتحه ووقف امام الخادمه
ايوا عايزه حاجه
اسفه حضرتك بس
متابعة القراءة