الصحابيه الجليله
الصحابية التي أنزل الله لها دلوًا من السماء لتشرب :
كانت من أوائل من أسلم هي وزوجها ، تحكي رضي الله عنها قصة حياتها ، حياة الثبات والصبر على دينها رغم الټعذيب القاسې فتقول:
(إن زوجها كان قد أسلم فهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعد هجرته جاءوا إليَّ وقالوا: «ﻟﻌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ».
ﻗﻠﺖ: «ﺃﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ».
وتقول هذه الصحابية الكريمة: «ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﺠﻬﺪ ، ﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺮﺩ ﺩﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ، ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻣﻨﻲ ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲ ﺇﻟﻲَّ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲَّ ﺇﻟﻲَّ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﻳﺖ ﻭﺃﻫﺮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﻭﺟﻬﻲ ﻭﺛﻴﺎﺑﻲ».
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: «ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ؟! ».
ﻗﻠﺖ: «ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﺎ ﺭﺯﻗﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ».
ﻓأﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﻋًﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺩﺍﻭﺍﻫﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﺎ ﻣﻮﻛﺎﺓ ﻟﻢ ﺗﺤﻞ ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: «ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺭﺑﻨﺎ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻚ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ».
ﻓﺄﺳﻠﻤﻮﺍ ﻭﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭآله وﺳﻠﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻀﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬم).
إنها الصحابية الجليلة "ﺃﻡ ﺷﺮﻳك" واسمها "ﻏَﺰٍﻳَّﺔُ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﺳﻴﺔ" ، ﻣﻦ (ﺑﻨﻲ ﺩﻭﺱ) ، ﻣﻦ ﺍﻷﺯﺩ قبيلة يمنية.
ﻗﺎﻝ "ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ" ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: «ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ "ﺃﻡ ﺷﺮﻳﻚ" ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺑﻤﻜﺔ ، ﻭكانت ﺗﺤﺖ "ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺪﻭﺳﻲ" ، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺮًﺍ ﻓﺘﺪﻋﻮﻫﻦ ﺳﺮًﺍ ﻭﺗﺮﻏﺒﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻷﻫﻞ ﻣﻜﺔ».
المصادر :
- كتاب الخصائص الكبرى - الإمام السيوطي.
- كتاب الإصابة في معرفة الصحابة - الإمام ابن حجر العيقلاني.
- كتاب دلائل النبوة - الإمام البيهقي .