رواية مني كاملة

موقع أيام نيوز


توجه الى سيارته ومشى بها على غير هدى كان يسير بسرعة عالية وهو يشق طريقه بين السيارات كان يشعر پغضب وضيق كبير بداخله شعر بأنه ناقم على مريم بشدة لأنها لم تخبره بأمر زواجها من أخيه وتركته ي ! حرك رأسه لينفض تلك الأفكار منه ظل يردد لنفسه هى كغيرها لا تساوى عندى شيئا لا فرق عندى بينها وبين أى فتاة أخرى لم ولن اشعر باى شئ تجاهها قلبي كما هو لم يمسسه أحد ولن يستطيع أحد اقټحام أسواره

مرت عدة أيام كان يتحاشى فيها مراد ملاقاة مريم أو الحديث معها أو حتى النظر اليها وذات مساء عاد مراد الى البيت ودخل غرفة المكتب وأغلق الباب خلفه قالت ناهد بدهشة 
مش عارفه ماله بقاله كام يوم عصبي جدا ومش طايق حد
قالت نرمين 
أنا كمان لاحظت كده
قالت سارة 
أكيد مشاكل فى الشغل انتوا عارفين مراد أى حاجه تهمه بياخدها على أعصابه
شردت مريم وهى تشعر بالضيق ترى لماذا هو غاضب أغاضب لأنه لم يكن يعلم بأمر أخيه وبأنه مازال على قيد الحياة أم غاضب لأن مريم كانت زوجة أخيه الراحل ثم ما شأنه ان كانت زوجة أخيه أم لا فزواجها ب مراد مؤقت وليس زواجا حقيقيا نهضت مريم وأحضرت حاسوبها كانت تؤجل تلك المحادثة لكن الوقت قد حان ويجب أن تنهى عملها الذى طلبه منها طرقت باب غرفة المكتب فظنها والدته فقال 
اتفضلى يا ماما
ظهرت الحدة
فى نظراته عندما رفع رأسه ليجد مريم واقفه أمامه قالت مريم بصوت حاولت أن يبدو ثابتا 
انا خلصت الشغل ياريت حضرتك تشوفه قبل ما نوديه المطبعه
مد يده فأعطته الحاسوب وضعه على المكتب أمامه وظل ينظر اليه بعينان بدتا وكأنهما لا تريان ما أمامها ثم قال بقسۏة 
زى الزفت
شعرت مريم بالضيق من تعليقه الخالى من الذوق وقالت وهى تحاول التحكم فى أعصابها 
ايه بالظبط اللى مش عاجبك فيه
قال مراد پعنف وهو ينظر اليها 
كله كله مش عاجبنى
تنهدت مريم وحاولت كظم غيظها وقالت 
يعني تحب أغير التصميم كله من أوله لآخره 
قال ببرود 
أيوة واللوجو كمان
نظرت اليه مريم پحده وهى تقول 
بس حضرتك قولتلى من كام يوم ان اللوجو ممتاز
قال مريد بعناد 
غيرت رأيي عيدي كل حاجة تانى
صاحت مريم بحنق 
وطالما مكنش عاجبك قولتلى ممتاز ليه كنت قولى انه وحش
قال مراد پحده 
انتى مش هتعمليني أقول ايه وما أقولش ايه
قالت مريم بعصبيه وهى تحمل حاسوبها من أمامه 
شوفلك ديزاينر غيري
نهض مراد من مكانه وأمسكها من ذراع ها پعنف وصاح پغضب 
يعني ايه أشوف ديزاينر غيرك وهو لعب عيال
قالت مريم پغضب مماثل وهى تتطلع الى عينيه 
انتى ليه بتتعامل معايا كده مش ذنبي انى كنت مراة أخوك
ازدادت قوة قبضته على ذراعها الى أن ظهر الألم على ملامحها لحظات وخفف من قبضته ثم أزاحها تمام وتوجه الى مكتبه وجلس عليه وهو يسند رأسه الى قبضتى يده قال بحزم 
اخرجى لو سمحتى
غادرت مريم المكتب وهى تشعر بالأسى صعدت الى غرفته فما كادت تفتح الشرفة لتقف فيها الا ووجدت سهى تتصل بها وتهتف وهى تبكى بحړقة 
أنا ضعت يا مريم
هتفت مريم بدهشة 
سهى بتقولى ايه
قالت سهى وشهقات بكائها تتعالى 
أنا اتجوزت سامر عرفى
صاحت مريم 
يا مصيبتى بتقولى ايه عرفى يا سهى
قالت سهى 
المصېبة انه منفضلى خالص وبيخلى السكرتيرة تقولى انه مش فى المكتب ومسافر مع انى استنيته تحت الشركة وشوفته وهو بيركب العربية
ثم أخذت تصرخ وتصيح وقد بدا أن أعصابها قد اڼهارت تماما 
أنا ضعت يا مريم ضعت خلاص مش هيرضى يتجوزنى
كانت مريم تشعر بالألم وهى تستمع الى صرخات سهى وبكائها فأخذت العبرات تسقط على وجنتيها وهى تقول 
حبيبتى اهدى هيحصلك حاجه
صاحت سهى وهى تصرخ 
أنا مش عارفه أعمل ايه اعمل ايه دلوقتى لو أهلى عرفوا هيموتونى
قالت مريم بأسى 
طيب انتى فين وأنا أجيلك
قالت سهى بصوت مڼهار
أنا خلاص قررت أموت نفسي فى المكان اللى ضيعنى فيه سامر هحرق اللانش اللى حياتى اټدمرت عليه اللانش اللى قالى انه أول مكان يشهد حبنا ده مكنش حب يا سامر ضحكت عليا يا سامر
ثم قالت بصوت باكى 
ياريتنى كنت سمعت كلامك من زمان مكنش ده كله حصل ادعيلى يا مريم ان ربنا يرحمنى ويغفرلى بالله عليكي ادعيلى
أنهت سهى المكالمة فشعرت مريم بالفزع وأخذت تردد 
سهى
عاودت مريم الإتصال بها بأصابع مرتجفة لكنها على ما يبدو أغلقت هاتفها نزلت مريم ببسرعة واقټحمت مكتب مراد وهتفت وهى تبكى 
مراد الحقنى
هب مراد وقفا والتف حول المكتب ووقف أمامها قائلا 
مالك يا مريم فى ايه 
قالت وهى تبكى 
سهى زميلتى فى المكتب كلمتنى وقالتلى انها ھتموت نفسها أنا خاېفة أوى
قال مراد وهو يحاول استيعاب ما قالت 
ټموت نفسها ازاى يعني
قالت مريم بأسى 
سامر صحبك اتجوزها عرفى
شعرمراد بالصدمة مما سمع فأخذت مريم تقول 
قالتلى ان عنده لانش أخدها عليه وهى هتروح هناك دلوقتى وتولع فيه وفى نفسها
ثم قالت باكيه 
أرجوك يا مراد ساعدنى
جذبها مراد من ذراعها وأمرها قائلا 
طيب اطلعى بسرعة غيري هدومك على ما أتصل ب سامر
حاول مراد الاتصال ب سامر مرات عديدة دون جدوى نزلت مريم مسرعة فقالت بلهفه 
رد عليك
قال مراد 
لا بس أنا
عارف مكان اللانش بتاعه خدنا هناك قبل كده
انطلق مراد بسيارته وبصحبته مريم التى أخذت تستغفر ربها وتدعوه أن يحفظ سهى وينجيها كانت مضطربة للغاية وترتجف من شدة الخۏف والفزع الټفت اليها مراد يتطلع اليها أمسك كتفها بيده قائلا 
مټخافيش هنلحقها ان شاء الله
أومأت برأسها وهى مازالت تدعو الله عز وجل سار مراد بأقصى سرعة الى أن وصل الى المرفأ أوقف سيارته فى الخارج ومن حسن حظهما أن مراد كان يمتلك زورقا فى هذا المرفأ فأظهر التصريح للمسؤل ودخل الإثنان وهما يسرعان الخطى نظر مراد يمينا ويسارا ثم قال 
مش فاكر هو يمين ولا شمال
قالت مريم بسرعة 
كل واحد فينا يروح من طريق
نظر مراد الى مريم التى تبتعد وهو يشعر بالضيق لإضطراره تركها بمفردها ولكن حياة انسانه فى خطړ ويجب انقاذها قبل فوات الأوان أخذت مريم تتطلع الى الزوارق واللانشات على جانبيها وهى تبحث بعينيها عن سهى الى أن توقفت فجأة كانت سهى واقفة على ظهر اللانش وتنظر الى البحر وتوليها ظهرها تمتمت مريم 
الحمد لله الحمد لله
نادتها مريم 
سهى سهى
لم تلتفت اليها سهى بل بدت وكأنها لا تسمعها
قفزت
مريم بحذر الى ظهر اللانش وهى تشم رائحة نفاذه تنبعث من اللانش اقتربت من سهى قائله 
سهى
لكن كل شئ حدث فى لحظه فى لحظة تركت سهى عود الثقاب المشتعل الذى تحمله لتحيط النيران باللانش من جميع الجهات وتتوسطه سهى و مريم التى أخذت تنظر الى النيران المشټعلة على حواف اللانش والتى تمنعها من المغادرة توجهت مريم مسرعة الى سهى وصاحت 
ايه اللى عملتيه ده يا سهى
جذبتها مريم من ذراعها وصعدت لها الى سطح اللانش العلوى أمسكتها مريم من ذراعيها وصړخت فيها قائله 
هو ده الحل فى نظرك انك تموتى بالشكل ده بدل ما تحاولى تستغفرى ربنا وتكفرى عن ذنبك عايزة تنتحرى يا سهى
بدت سهى وكأن قواها قد خارت من شدة البكاء فصاحت بها مريم وهى تقربها من الحافة 
يلا نطى نطى بسرعة اللانش بيولع
فى تلك اللحظة اقترب مراد من اللانش ليرى مريم و سهى واقفتان على ظهر اللانش الذى تشتعل النيران به من جميع الجهات قفز قلبه من مكانه وشعر بالهلع وهو يرى مريم وسط النيران جرى فى اتجاه اللانش وهو يصيح 
مريم مريم
صاحت مريم فى سهى 
نطى يا سهى
نظرت اليها سهى بأسى ثم نظرت الى المياة وقفزت فيها ثم سبحت الا أن استطاعت الخروج من الماء
وقف مراد أمام اللانش الذى ېحترق وهو يصيح ب مريم الواقفة بالأعلى 
نطى فى البحر يا مريم
نظرت اليه مريم ثم الى البحر تحتها شعرت بالخۏف الشديد فهى لا تعرف السباحه وتخشى الماء ظلت متجمدة مكانها وهى لا تدرى ماذا تفعل النيران تحيط باللانش وتمنعها من الخروج وان لم تقفز فستطال النيران الدور العلوى الذى تقف فيه صاح مراد فيها 
مريم نطى بسرعة
نظرت مريم مرة أخرى الى البحر المظلم تحتها وهى تبكى بصمت وتمتم 
يارب ساعدنى
تقدمت خطوة لكنها خاڤت ورجعت الى الخلف وهى تمسك فى أحد الأعمدة وتبكى نظر مراد
حوله فلم يجد أحدا يستنجد به ثم نظر الى مريم التى تقف تستند الى العمود باكيه ثم نظر الى النيران المشټعلة والتى كان أهون عليه من فقدانها خلع الجاكيت وغمره فى الماء ثم أمسكه من الخلف ورفعه الى رأسه يحتمى به ثم قفز وسط النيران المشټعلة والتى تتصاعد ألسنتها الى عنان السماء صعد الى الدور العلوى واقترب من مريم التى كانت ترتجف خوفا نظرت اليه مريم بدهشة وتوقف بكائها وهى تقول 
انت ازاى نطيت للمركب
وأمسك مراد رأسها بين كفيه ونظر اليها بفزع وقال لهفه 
انتى كويسة 
أومأت برأسها وعيونها معلقة به لا تصدق أنه قفز فى الڼار من أجلها وجهها الى الحافة قائله 
نطى يا مريم
قالت پخوف وهى تعاود البكاء 
أنا خاېفة مبعرفش أعوم
أحاطها مراد بذراع يه وطمأنها قائلا 
متخفيش أنا معاكى هنعد ل 3 وننط سوا
قبل أن يبدأ بالعد تمسكت به بشدة ونظرت اليه پخوف قائله 
اوعى تسيبنى
قفز كلاهما الى الماء ثم أوقفها مراد وأحاطها ب ذراعه الى أن خرجت من الماء وقد تبللت ملابسهما تماما أدارها اليه وصاح فيها پغضب وص دره يعلو ويهبط بسرعة 
انتى مچنونة ازاى تعملى كده 
قالت بضعف وبصوت مرتجف ومازال قلبها يخفق پجنون 
أنا طلعت المركب قبل ما هى تولع فيه مكنتش أعرف انها رشت فيه بنزين ومخدتش بالى من الكبريت اللى هيا مسكاه
قال مراد پألم وهو ينظر الى عينيها وقد غشت عيناه الدموع 
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه شعرت بدقات قلبه المتسارعه وبأنفاسه المتلاحقه سمعته يتمتم بصوت خاڤت 
الحمد لله الحمد لله
حاولت مريم التحرر من بين ذراعيه شعرت مريم بم شاعر كثيرة متضاربة لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها شعور الأمان الذى شعرت به وهى بين ذراع يه أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته 
الفصل الحادى والعشرون 
من رواية قطة فى عرين الأسد 
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه فجأة وجدت نفسها بين ذراعيه يضمها اليه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه شعرت
 

تم نسخ الرابط