هو انتي شايفاني عادي
لعائلتها ليستقبلهم ثم يعود لتجهيز نفسه
يعني إيه ملناش دعوة ازاى يعمل فرحه واحنا ولا هنا
ابتسم كرم ساخرا من حديث ابنه
ايه عايزه يعزمنا وينكد على نفسه في اجمل يوم في حياته
تشنجت ملامح وائل باستنكار
هو احنا مش اهله برضو ازاى يبقى فرحه واحنا منعرفش أساسا بيه ومين دي اللي هيتجوزها
نهض كرم بحدة صارخا بابنه
نهض وائل يصيح معترضا
بس على الاقل كان يعمل حساب لينا يا بابا حتى يبلغنا من باب المجاملة
ابتسم كريم ينظر من النافذة
كاد وائل يعترض لېصرخ به كرم بحدة
وائل اللي قولته يتسمع انت تنسى ادهم ده خالص فاهم ولو عرفت انك قربت منه من قريب أو بعيد هيبقى حسابك معايا ولغاية ما اتأكد بنفسي انك مش ناوي ليه على شړ تنسى انك ليك
صمت وائل ولم يجيب لكنه خرج سريعا دون كلمة اضافية ليتنهد كرم بتعب ناظرا أمامه بشرود يتذكر كل ما حدث منذ رؤيته لوالدى ادهم وحتى ذلك اليوم لقد چرح ابنه وكثيرا ولا يستحق حتى أن يغفر له هو أن يسامح نفسه على ما فعله بصغيره فقط يتمنى أن يأتي ذلك اليوم ويسامحه ولده
في المساء امتلئت الحارة بالاضواء فأصبحت كالنجوم التي تتلألأ في الحارة
عريسنا قمر يا جدعان
ضربه ادهم بخفه في معدته قائلا
قمر مين يا غبي اسمها وسيم
ضحك كريم وهو يدفعهم ويقف امام المرآة قائلا
خلاص يا عم انا قمر متزعلش
دفعه شادي وهو يقف ويغمر لنفسه في المرآة قائلا
قفز الثلاثة عليه وهم يضحكون بشده فقال ادهم
مش كنتم عملتوا برضو فرحكم معايا
قال سليم وهو يعدل من وضع الكارفات الخاص به
عشان نبقى فايقين ليك اما لو فرحنا كلنا محدش هيكون
فايق للتاني وانا عايز كل واحد مننا التلاته التانيين يكونوا معاه بكل كيانهم
ابتسم ادهم بشدة ثم ضمهم وهو يقول
ضحك كريم وهو يقول
ياعم احنا اخواتك متخليش سليم يديك بوكس يفسد الشكل العام بتاعك
ضحك الجميع بشده
ثم سمعوا صوت زغاريد عالية تقترب منهم حتى دخلت شادية وهى تنظر
له بدموع وتمد يدها لادهم بحنان فركض لها بسرعة وهو يرتمي في احضانها قائلا بدموع
ربنا عوضني عن امي بيكي يا شادية من صغري وعمرك ما سبتيني أبدا ربنا يديمك ليا
بكت شادية وهى تضربه على ظهره بخفة قائلة
بس يا اهبل انت ابني ڠصب عنك
ثم ابعدته عنها وهى تمسح دموعها قائلا
يلا عشان الكل مستني
ثم سحبته وخلفهم الشباب يحملون الدفوف ويزفونه زفة شعبية وادهم يقول بتعجب
استنوا بس هى العروسة أساسا لسه جات ازاى ه
توقف عن التحدث حينما وصل الطابق الخاص بعوض فوجد هالي تخرج من الشقة برفقة الفتيات وهى تبتسم بخجل وتنظر له توقف ادهم عن التحرك وهو لا يستطيع التنفس مما يرى امامه فقالت منه ببسمة
إيه رأيكم بقى في القمر دي
مبارك عليا انت يا ملاكي
في الأسفل كان أليخاندرو يجلس مع احفاده الذين نسوا من هم واندمجوا مع الحضور
قال فبريانو لمارسيلو الذي يتناول الحلويات الشرقية
مارسيلو عزيزي توقف عن الأكل فوزنك لا يسمح لك
ضحك مارسيلو قائلا بسخافة
حسنا اعتقد انه مهما زاد وزني لن أصل لمرحلتك تلك يا فابري
ابتسم فبريانو ببرود قائلا
عزيز انت لن تود ان تخوض معي في هذا
صاح مارتن بنزق بهم
هلا توقفتم ارجوكم فأنا لا احتمل اى شجار أود التركيز قليلا لعلي أجد فتاة جميلة هنا
زفر انطونيو قائلا بتفاذ صبر
مجموعة أطفال
ضحك أليخاندرو على احفاده وفجأة توقف الجميع وهم يستمعون لصوت الزفة التي يقودها الشباب ثواني وظهر ادهم وهالي وهم يسيرون وسط غناء براءة وعزف الشباب ومعهم زين الذي انضم لهم هو وعزيز والجميع
صعد ادهم ومعه هالي على المنصة المصممة للعروسان الكوشة وحولهم جميع احبابهم
تقدم أليخاندرو وخلفه الشباب التسعة ثم صعدوا للكوشة وهنئوا الاثنان بينما ارتمت هالي في أحضان جدها الذي كان أول من استقبلها عندما خطت قدمها ارض مصر ضمھا أليخاندرو بحنان وهو يهمس
هالفيتي العزيزة تشبهين والدتك كثيرا يا جميلتي اتمنى لو كانت برفقتنا اليوم
ورغم انها لم تفهم شئ إلا أنها كانت تبكى لذلك العناق المحمل بكم من الحنان لم تشعر به سابقا سوى مع ادهم فقط
سلم عليها التسع شباب واحدا الو الاخر ولم يسلم أحدهم من غزل هالي التي كانت تستغلهم لتغيظ ادهم
تقدم فادي ومعه حسناء ورؤوف وسارة وهنئوا الاثنان
بينما انصرف أليخاندرو واحفاده مضطرين ليلحقوا بطائرتهم بعدما ودع التسعة شباب هالي
بدأت الليلة تشتعل يرقص الشباب وضحكهم وفي ثواني سحب الشباب ادهم لمنتصف المسرح واخذوا يقذفونه في الهواء وصرخاتهم تتعالى بينما ذهبت منه والتي كانت تتألق بفستان ازرق يلائهما ومعها مريم التي كانت ترتدي فستان وردي رقيق واشرقت التي ارتدت فستان باللون العسلي اقتربت الفتيات من هالي واخذاو يعدلون لها من المكياج ويضحكون معها وهم يسمعون صړاخ ادهم الذي علا بسبب رمى الشباب له عاليا جدا
حمل أحد شباب الحارة ادهم على كتفه وكذلك فعلوا مع الشباب الثلاثة فأمسك الأربعة ايدي بعضهم البعض ورقصوا كثيرا وضحكاتهم تتعالى وفي الاسفل كان زين يضم براءة وهو يصفر بصوت عالي وشادية تراقص عوض شاكر يضم هاجر ويراقصها وفرج يحدث عبدالرحيم وعزيز واعين الثلاثة تلتمع بالفرحة لذلك المشهد
هبط الشباب واتجه كلا منهم لزوجته وضمھا بحنان واخذ يراقصها بفرحة عالية
اقترب ادهم من اذن هالي وقال لها
آه وردتي الصغيرة لكم أنا عاشق لك فرفقا بقلبي يا حبيبتي
ضحكت هالفيتي وهى تقول
رومانسيتك باظت يا ادهم والله ولكن ستظل وحتى تحترق النجوم وتفنى العوالم الجبنة القديمة حجي يا حبة الجلب
ضحك ادهم بشدة وهو يضمها اكثر ثم دار بها تحت صافرات الشباب وهم يصفقون
تحدث براءة وهى تغمز لزين
ما تطلع مسدسك ياباشا وتضربلنا كام طلقة كده عايزين نشغلل الجو
ضحك زين وهو يقترب منها ويهمس بنبرة منخفضة
عندي اقتراح تآني بيشعلل آكتر
نظرت له بتساؤل فسحبها لداخل العمارة وهو يقول بضحك
هنرقص رومانسي زى الروايات مش انت قرفاني انك عايزة تعملي كده
وضعت براءة يدها حول رقبته وهى تقول
يلا سمعني نبضك بقى ودفيني بڼار حبك والله ابيك الليلة وحدك والله ياسيد لو ما قربت عليا يا سيد لخليهالك ده ياسيد
ضحك زين وهو يضمها بحنان وعشق تخطى حدود العقل ويراقصها برومانسية
تحدث كريم لمريم وهو يضم وجهها بحنان قائلا
ريمو القمر خاېفة من العملية
ابتسمت له مريم وهى تقول بطفوليه
مش انت هتكون معايا
هز رأسه بعشق وهو يقول
لآخر نفس
ابتسمت مريم قائلة
خلاص مش خاېفة
ابتسم كريم وضمھا بحنان
ضحكت منه وهى تبتعد عن شادي قائلة
والله لو قليت أدبك لهفضحك
ضحك شادي وهو يجذبها اليه قائلا
يابنتي انا مفضوح أساسا حتى اسألي ام علي هناك اهي دي انا بعتلها باد على الانستا من شهور ولسه معلقاني
اڼفجرت منه في الضحك بينما هو يرمقها بحب وحنان
تحدثت أشرقت وهى تنظر للجميع
ببسمة قائلة
ربنا عوضني بيك يا سليم بالعيلة الجميلة دي ربنا يديمكم ليا
ويديمك ليا ياقلب سليم انت كنت حلم يا أشرقت واخيرا حققته
يعني ينفع يكون فرج ابنك ومتقفيش جنبه
بكت ام احمد وهى تربت عليه بحنان قائلة
ربنا يسعدك دايما يا حبيبي يارب
سمع ادهم صوت يعرفه جيدا وهو يقول
يا دكتور ادهم استناني هتصور معاك
نظر ادهم وجد دكتور عزمي وسامي يتجهون ناحيته ولكن أثناء صعود سامي المنصة تعرقل وسقط فضحك الجميع بشدة عليه وهنا استغل المصور الموقف والتقط لهم صورة وهم يضحكون بتلقائية
فقال سامي بحنق وتذمر
والله ده حرام البدلة اللي جايبها باظت
ضحك ادهم وهو يتجه له ويرفعه قائلا
ياعم تعالى بس نفضها يلا عشان هناخد الصورة
ثم أشار لام أشرقت وأم سليم وأم علي ودكتور عزمي وعبدالرحيم وفرج والجميع ونظر لهالي وهو يضمها بحنان قائلا
يمكن زمان خسړت ام او اب بس ربنا رزقني بعيلة كبيرة آوي
ابتسم له ووقف الجميع وتجهزوا للصورة وابتسموا وهم ينظرون للكاميرا
التقط المصور تلك الصورة التي تحمل العديد من الأوجه والتي تتباين نظرات كلا منهم فهذا ادهم ينظر لام فتحي يحب وبسمة وزين ينظر لبراءة بامتنان وعشق وكريم ينظر لمريم بحنان وحب وسليم ينظر لاشرقت نظرة حماية وعشق وكذلك شادي الذي كان يضم منه وهو ينظر لها بحب وخبث وشادية تناظر الجميع ببسمة ام حنونة وشاكر يضم هاجر بحب وفرج يضم عوض وعبدالرحيم وعزيز ينظرون للجميع ببسمة وسامي يضحك ببلاهة وأم أحمد تضحك على حركات ام علي وأم سليم تقف بجانب ام أشرقت وهن يبتسمن بحنان للجميع لتصبح الصورة وكأنها لوحة تنطق بكم المشاعر التي تحتويها فلم تكن تلك مجرد صورة عادية ولم تكن تلك مجرد عائلة ولم تكن تلك مجرد حكاية بل كانت وببساطة حياة عشاناها بكل مشاعرها بكينا وضحكنا معهم عشنا حزنهم وعاصرنا فرحهم تأثرنا لفراقهم واحتفلنا لتجمعهم بإختصار لم تكن تلك مجرد عائلة عادية بل كانت حياة كاملة عشنا كل تفاصيلها وما اجملها من تفاصيل سجلناها في القلوب قبل العقول تفاصيل حفرت في كتاب كبير ضم العديد من القصص المختلفة ولكن يجمعها شئ مشترك الا وهو العائلة والصداقة والعشق
فلم تكن مجرد روح ظهرت له بل كانت روح غيرت حياته كانت روح لملاك روح ملاكي
تمت بحمد الله
رحمة نبيل