فريده انتي مين
المحتويات
ولكن لم يخيل له عقله بأنها فقدت الوعي...
ظل يهتف بها عبر الهاتف ولكن دون جدوي فهي الآن انفصلت قليلا عن دنيانا سمع من بالخارج طنة عالية اثر ارتطامها فولجوا جميعا ناحية ذلك الصوت القوي والذي كان يصدر من ناحية غرفتها ليتفاجئوا بها مستلقاة علي الأرض بشكل عشوائي اڼصدم الجميع و الهتاف عليها يزداد حملها محمد من علي الأرض وسطحها علي فراشها وظل يفيقها هو وسمية بطريقتهم وفريال تنخرط في بكاءها بينما يوسف أمسك بهاتفها الذي كان يصدر منه صوت بعيد رفعه علي أذنه بعد أن رأي اسم حمزة علي الشاشة فأخبره بأنها فقدت وعيها و سأله في ڠضب عما صار بينهم نتج عنه تلك الإغماءة لكنه نفي تماما وأغلق حمزة سريعا ليجري اليها ويطمئن.....
يالها من صاعقة سوداوية ويالها من صدمة كارثية.....!!!
أوشكت رجليه علي السقوط هو الآخر ولكنه حاول جاهدا ان يتمالك أعصابه وأن يبقي مستقيما لكنه أحس بنغزة شديدة أسفل بطنه ضغط عليها بشدة قد تقل ضغطته تلك من حدة الألم وأغلق الهاتف ليكتم سرها عن الجميع ...
توالت عليها الأسئلة ممن حولها دون إجابة فقط بكاء متجهش يعلو بصدرها في حركة غير منتظمة أقدم اليها يوسف وقد زاد ألمه حد الۏجع حاول التماسك ولكن الالم انتصر عليه وهزله حتي خر علي كرسي بجانب فراشها متأوها بشدة تحول الجميع اليه والتفوا حوله في ذعر حتي فريدة الهزيلة اعتدلت الي جانبه في خوف حتي نطق يوسف موجها حديثه الي محمد هاتلي المسكن بتاعي من تحت بسرعة ....
_بقيت كويس دلوقتي
قالتها فريدة بضعف لتجده ينظر اليها بضعف مضاعف وبدون مقدمات همس بأسي عايزك تحكيلي كل حاجة حصلت في دبي عايز أفهم منك معني الصور اللي علي موبايلك دي ايه
_أيوة لما أغمي عليكي...
_وحد تاني شاف
_لا يافريدة محدش شاف غيري وانا ماقلتش لحد حاجة بس أفهم حالا كل حاجة ومن غير كدب ...
أومأت رأسها بضعف وسردت عليه يومها الأسود ذاك بكل تفاصيله......
___________________________________________________________________
حينها عاد بذاكرته الي ذلك اليوم.....
حين دق هاتفها واستفاق هو من فوق جسدها مضطربا لم يدر ما حل بها في تلك اللحظات ولم يدر ماذا فعل هو غير أنه يراها امامه في حالتها هذه فأخرج هاتفه و صورها علي وضعها هذا والتقط لنفسه بعض الصور معها ليحتفظ فيهم لحين اشعار آخر وبعدها لملم بعضه ورحل سريعا......!!!
بعدما سردت عليه ما حدث في ذلك اليوماڼهارت بالبكاء وهي تلوم نفسها و تحدثها بصوت عالي يسمعه يوسف الذي كان يجلس واضعا رأسه بين يديه مسندا بهما علي ركبتيه ...
_أكيد في حاجة غلط اكيد ربنا مش راضي عني انا كل ما احس أن الدنيا بدأت تتظبط معايا بلاقي مشكلة طالعالي من تحت الأرض تفتكر كل ده ليه يا يوسف
رفع رأسه ووجه نظره اليها متسائلا بعينيه فأتبعت هي بدموعها انا عارفة ليه كل ده كل ده لأني بتهاون في حق نفسي أوي بتصور أن أي تصرف يحصلي بتحاسب عليه من الناس مش من ربنا لمسة من حمزة علي نظرة منك علي تصرف قذر من واحد أقذر و أنا اسكت واتهاون واقول عادي ده خطيبي وهنتجوز وده زي اخويا وده طبعا مقدرش أعمله حاجة عشان سلطته كبيرة وممكن يدمرني ملعۏن أبو كدة يا يوسف ملعۏن أبو التهاون في حق نفسي وانا اصلا مش كدة انا كنت بخاف ربنا اوي ربنا اللي أهم من أي حاجة في الدنيا ربنا اللي أكبر من أي حاجة في الدنيا انا مش هتهاون في حق نفسي تاني أبدا يا يوسف.....
قالت ماقالته وهي تخر علي فراشها بضعف و دموعها تفيض بندم علي كل ما فاتها أعمل ايه بس ياربي هتصرف في المصېبة دي ازاي عقابك ليا شديد اوي يا ربي .....
اعتدل يوسف وقد أثارت كلماتها غضبه انتي عندك حق في كل اللي قلتيه ودب علي صدره بقبضته بقوة بس مابقاش رجل يافريدة أن ماجبتلك حقك من الكلب ده ...
_______________________________________________________________
كان حمزة يرتدي بعجالة ليذهب اليها للاطمئنان عليها حينها أصدر هاتفه رنة تنم علي رسالة جديدة علي احدي شبكات التواصل الاجتماعي وحان وقت صډمته حين رأي هذه الصور الڤاضحة وبطبعه العصبي لم يتحمل الصدمة.. سقط الهاتف من يده وطاح بكل ما
تراه عينه وحطم كل ما حوله من أشياء دلفت اليه والدته في حالة من الذهول وحاولت تهدئته الي أن ألتقط الهاتف من الأرض ووضعه أمام عينيها فشهقت فور رؤيتها لصور فريدة المشينة...
_يانهار اسود ياحمزة ايه ده
لم يجب عليها وخرج من غرفته بعصبية وهي تهتف عليه ولكنه لم يستمع اليها ورحل بثورته.....
_____________________________________________
وصل محمد الي ورشة مروة عابسا فأردفت مروة ايه ياعم نموسيتك كحلي ...
_معلش والله يا مروة البيت عندنا مقلوب وحاله غريب...
عقدت حاجبيها ازاي يعني فيه ايه
تنهد قائلا أبدا فريدة أغمي عليها الصبح وبعدها يوسف تعب جدا والبيت كله قافش كدة وموده مش تمام...
انتفضت بخضة يوسف تعب ماله يامحمد حصل له ايه
نظر اليها بتعجب وضحك بتهكم يعني سبتي كل اللي قلته وماسألتيش الا عن يوسف
زاغت بنظرها متلعثمة بكلماتها لأ عادي يعني بس هو قريبي بردو انما عندكو في البيت لو سألتك عنهم أبقي بتدخل في اللي ماليش فيه..
_والله مروة هو انا ممكن اسألك سؤال
_اتفضل طبعا...
_انتي بتحبي يوسف صح
ابتلعت ريقها وضيقت بين حاجبيها ايه اللي بتقوله ده يا محمد وازاي اصلا تتدخل في حياتي الشخصية كدة
أومأ راسه باسي ايوة فعلا ازاي اتدخل كدة عالعموم اسف وعمري ما هتدخل تاني بعد اذنك انا هروح الشركة ...
_ايه ده انت مش هتشتغل معايا شوية
_لأ للاسف انا مابقتش هشتغل معاكي الموضوع أثر علي محاضراتي وعلي شغلي كمان مع يوسف بس لو احتاجتيني في أي وقت اتصلي عليا وانا تحت امرك....
_________________________________________________
وصل حمزة الي منزل فريدة فتحت له فريال ودلف علي مضض وهو لا يطيق الانتظار حتي خرجت له فريدة و يوسف في حالة لا يرثي لها استقبلهم وهو مكشر أنيابه وعابسا تماما حتي صاح پغضب في. وجهها ممكن أفهم معني الصور دي ايه
وضعت يدها علي فمها مسرعة في ذعر ششششش بس يا حمزة وطي صوتك...
مسك بذراعه يوسف و جره معه الي الداخل حيث لن يسمعه أحد من من في المطبخ تعالي جوة ماينفغش الكلام هنا....
تبعتهم فريدة پغضب وأردفت علي اساس انك ماتعرفش بشار عمل فيا ايه ماانت عارف كل حاجة...
_أنا معرفش حاجة وانتي محكتيليش حاجة اصلا عمري ما كنت اتخيل أن الوضع كان كدة ..
تنهدت تنهيدة طويلة وأتبعت ودلوقتي تخيلت يا حمزة وبالمرة ماتخيلتنيش وانا في حضڼ يوسف ماهو كان طليقي
ضغط علي فكيه بقوة انتي بتقولي ايه ده بدل ماتهديني
ضحكت بتهكم انا مش محتاجة أهديك ياحمزة أنا صالبة طولي بالعافية والموقف مش مستحمل عصبية و لوم الموقف عايز حل وبس....
كان يوسف جالسا مستمعا فقط بنظره أنه كل ما يدور بينهم هذا هراءات لا داعي منها والموقف الآن لا يتحمل أي مهاترات ....
قال حمزة بأسي ملحوظ أنا مش عارف أعمل ايه ولا عارف هقول لأهلي ايه بعد ماشافوا الصور
نظرت اليه باستنكار انا مش مستوعبة بجد هو ده كل اللي همك وبس...
أقبل اليها ورفع يده محاولا مسك ذراعيها ولكنها نفضتهم سريعا وقالت بحسم ماتقربليش من فضلك الكلام بيننا ليه حدود...
سحب نفسا عميقا وقال ممتعضا حاضر يافريدة بس أنا بجد مش متخيل الوضع ده ابدا ولو شفت بشار الكلب ده انا هقتله بإيدي...
_لأ متشكرة ياحمزة انا مارضاش انك تودي نفسك في داهية علشاني انا ويوسف هنتصرف ...
قالتها ببرود وقد أحست بأنها النهاية ....
الحلقة الرابعة والعشرون
الحياة لا تبتسم دائما ..فاعلم أنها حين تبتسم لك يوما تحتفظ بعبوسها في وجهك ليوم آخر ..ليس تشاؤم ولكن تلك هي الحياة بلونيها الأبيض والأسود لاهي بيضاء طوال العمر ولا هي بسوداء ولكن الأمل في الله هو المنجي دائما..وكما يقال أن ما يؤذينا ليس مايحدث لنا انما استجابتنا نحن له ...فحاول جاهدا أن تتلقي الشدائد بإيمان وصدر رحب...فقد جاءت اليك بالفعل ولا راد لقضائه...
شعرت فريدة بأن حلمها الجميل أصبح علي حافة النهايةشعرت بأنها مشت في الطريق الخطأ أو ربما ضللت طريقها الصحيح وما شعرت بنفسها الا وهي تخلع من بنصرها ذاك الخاتم الذي حين ألبسها إياه أحست بأنها امتلكت مفاتيح السعادة أخيرا والآن ها هي تضيع كل مفاتيحها و توصد أبواب الفرح من جديد....
نظر اليها حمزة عاقدا حاجبيه وهي تمد بيدها خاتمه
_ايه ده
يافريدة ايه اللي بتعمليه ده
ابتسمت بأسي وقد رسمت تلك الدمعة الحبيسة في مقلتيها غمامة شوشت عن عينيها الرؤية قليلا بعمل اللي مكانش لازم يتعمل من الأول ياحمزة من الأول وانا عارفة اني في الطريق الغلط او ممكن كنت حاسة ان اللي بيننا محكوم عليه بالمۏت قبل ما يبدأ....
هز رأسه بوجوم غلط! بتسمي حبنا غلط
أومات بأسي غلط لأنك ماخترتش صح ياحمزة أنا حياتي بكل ما فيها من لخبطة و ماضي ماتنفعكش مش هتقدر تعيش في الحياة دي انت عايز حياة صفحتها بيضا محدش
كتب فيها حرف ولا شخبط فيها غيرك انت انا اسفة يا حمزة اسفة اني وافقتك من الاول ووافقت نبدأ حياتنا مع بعض وانا عارفة أن هتكون كلها مشاكل سامحني....
وأخيرا تحررت تلك الدمعة وسقطت معلنة عن النهاية ....
تنهد تنهيدة ألم وقد ألجمته بكل ما قالت عقدت لسانه عن كلمة أمل يمكن أن ينطقها وتصلح ما تهشم بينهم فآثر الرحيل في صمت و قلبه ينفطر ....
طبقت جفنيها بقوة لينعصر من عينيها
متابعة القراءة