فريده انتي مين

موقع أيام نيوز


وعقلها لا يهنأ بالهدوء أبدا ...ظلت تفكر وتسأل نفسها بماذا تجيبه وماذا تقول...!!
وما هي ثواني قليلة الا وقاطع فكرها رنين هاتفها ....تشتتت لثواني وترددت في الضغط علي زر الاستقبال حتي فعلت أخيرا وهي مازالت لا تدري بما ستجيبه....
_ايوة يافريدة انتي كنتي فين كل ده قلقتيني عليكي!
قالها حمزة بتهافت وقلق واضحان علي نبرته...

تلعثمت و تاهت الأحرف بين لسانها وريقها اليابس محاولة ابتلاعه و ازاحة تلك الغصة العالقة في حلقها...قالت بخفوت وصوتها يكاد يسمع كنت في المدرسة....
هتف بها ولما عم طلبة الغبي ده نزل وسابك مع بشار الزفت لوحدك ..حصل ايه ..عملك حاجة ضايقتك
امتلأت مقلتيها بالدموع وهي تتذكر تفاصيل ما حدث ولم تجب عليه....استشعر الخۏف من صمتها فصړخ بها فريدة حصل حاجة
صمتت ثانية و بعد ان استجمعت كلماتها التائهة قالت أخيرا منفجرة بالبكاء حصل كتير أوي يا حمزة...
تسارعت خفقاته وقد انتابته صدمة ألجمتهسألها بخفوت حصل ايه يا فريدة
_مش قادرة أتكلم ياحمزة والله ما قادرة ولا عارفة أقول ايه بس اطمن ربنا أنقذني من بين ايديه وخدت حقي منه وطلال عرف كل حاجة...
قالتها بشهقات متقطعة وبكاء يمنع شهيقها و زفيرها من حركتهم المنتظمة ....
خر حمزة علي فراشه وهو يمسح بكفه علي وجهه الذي يتوهج ثم اعتدل فجأة ...أخذ يطيح ما يقابله بيده ويركل ما عالأرض بقدمه...صړخ بها عملك ايه الحيوان ده 
_خلاص ياحمزة بالله عليك ماتسألني تاني..المهم دلوقتي مستر طلال قاللي عايزة تنزلي مصر انزلي..أنا بصراحة مبقتش عايزة أقعد هنا وأنا لوحدي ..هو انا خليته ميقدرش يقربلي تاني بس بردو ده حيوان ومالوش أمان وأخاف منه...
زفر بقوة وهتف بها ده اللي قلت عليه من الأول كان لازم تركبي دماغك و يحصل اللي حصل اللي انا مش فاهمه لحد دلوقتي ومش مستوعبه....
_ده قضاء ربنا وكان لازم هيحصل...
سحب شهيقا عميقا وكأنه يسمح لرئتيه بالتنفس طيب هتنزلي امتي
تلعثمت بالكلام أنا مش عايزة أنزل مصر عند ماما...عايزاك تشوفلي شقة كدة ايجار مؤفتا...
_نعممم..انتي ناوية تشليني صح شقة ايه يافريدة اللي عايزة تقعدي فيها ولوحدك تاني
سرحت للحظات وتذكرت شئ ما ...ثم أتبعت مسرعة لأ لأ خلاص أنا جتلي فكرة..
قال بنفاذ صبر خييير 
_احنا عندنا شقة في اسكندرية كنا بنصيف فيها و فاضية حاليا مفيهاش حد هنزل عليها من غير ماحد يعرف...
صمت قليلا ثم غمغم نفسي أفهمك يافريدة عايز أعرف ليه رافضة أهلك كدة دول مهما عملوا هما اكتر ناس هيخافوا عليكي...
قالت بحزن ربنا يعلم هم وحشوني ازاي بس انا استحالة ارجعلهم تاني ..انا ماصدقت سبتهم...
تعجب من قراراتها وأتبع بعدم رضا لأ يافريدة أنا مش معاكي خالص..يعني معني كلامك انك مش عايزة تعرفيهم تاني
أتاه الرد سريعا لأ طبعا بس عالأقل لحد مايحصل غرض معين كدة في بالي...
_مش بقولك نفسي افهمك...
وفي المكتب استشاط بشار ڠضبا واستنكر فعلة طلال ...
_شنو تعمل فيا هاي وانت واقف تتفرج ..حتي ماخبرتني ان هي هنا...
_انت مابتفهم..البنت كانت تريد تبلغ عنكج..هاي اللي صار أفضل ليج ..أني بذكائي أبيت أنهي الموضوع بينا بدون ما يكبر ...
زفر بغيظ وشنو اتعامل معها مرة ثانية وهي ضړبتني وأهانتي بهاي الطريقة....
نظر اليه طلال بخبث ومين قالج انج راح تشوفها مرة ثانية!!
عقد حاجبيه محاولا استيعاب جملته..ثم ارتسمت علي احدي ثغريه ابتسامة خبيثة...!!
الحلقة الخامسة عشر
بعد يوم طويل من الإرهاق الجسدي والنفسي...استلقت فريدة علي فراشها و خلدت للنوم بعد دوامة من التفكير...
في صباح اليوم التالي استيقظت
وأجرت اتصالها بطلال تسأله عن موعد الطائرة المحدد لها ..أبلغها بإمكانية السفر في أقرب رحلة ممكنة و أبلغها بقيامه بتبليغها الموعد المحدد...
نهضت من فراشها و بدأت بلملمة جميع أغراضها حتي جاءها اتصال طلال ثانية وأخبرها بميعاد طائرتها بنفس الليلة ...
توالت الاتصالات عليها حتي استقبلت أحدهم...
_ايه يافريدة ..مابترديش عليا ليه كل ده
قالها يوسف بعصبية فأجابته بعكس ذلك بنبرة خاڤتة معلش يا يوسف كنت مشغولة شوية...
_امم طيب الجو في دبي أخباره ايه
اڼصدمت فريدة من سؤاله فكيف له أن عرف مكانها ..تلعثمت بالكلام انت عرفت منين
ضحك ضحكة خفيفة مفيش حاجة بتستخبي يافريدة والبركة في الكمبيوتر بتاعك..!!
استشاطت ڠضبا وتعالت نبرتها انت بتفتش في حاجتي يا يوسف 
ارتبك قليلا وقال بلهجة حانية وليه ماتسميهاش قلق وخوف عليكي يافريدة..انتي متتخيليش انا بفكر فيكي ازاي وقلقان عليكي اد ايه وانتي بعيدة عني ..فريدة انتي بسفرك ده فاكرة انك بتبعدي عني عشان أنساكي لكن الحقيقة انك بتقربيني منك أكتر و بتوحشيني اكتر وحبي ليكي بيكبر اكتر افهمي بقا..افهمي اني عمري ماحبيت ولا هحب غيرك..افهمي اني مخلوق في الدنيا دي عشان احبك انتي وبس..
دمعت عينيها وهتفت به أديك قلتها يا يوسف انت مخلوق عشان تحبني انا وبسانما انا ماتخلقتش عشان احبك انت وبس..صمتت للحظة وقذفته بجملتها الصاډمة أنا حبيت غيرك يا يوسف ..تقدر تقوللي هتعمل ايه دلوقتي
تجمد يوسف مكانه و تعسر لسانه ما عساه أن يقول وهي غير ملامة علي فعلتها هي انسانة لها قلب ينبض وان لم ينبض له و نبض لغيره فما ذلك بيدها فالحب ماهو إلا قدر لا نملك فيه شئ و القلب ليس بعروس متحرك بخيوط نستطيع تحريكه أينما ووقتما نشاءالقلب يشبه ذرة دقيقة تحركها النسمات والرياح أينما تشاء ...!!
صمته هذا جعل دموعها تتضاعف فهي الآن تعلم حالته وكأنها تراه ولكن ما بيدها شئ لتفعله..قلبها ليس بيدها...
اعتذرت منه بضعف سامحني يا يوسف أنا آسفة والله مش بإيدي وعشان أريحك أنا أه حبيت لكن حبي ده محكوم عليه بالمۏت من قبل مايتولد...
وكأن الأمل دب في قلبه من جديداندفع هاتفا ازاي يافريدة
_مش مهم تعرف ازايالمهم ان ده عمره ماهيأثر علي مشاعري من ناحيتك بالنسبة لي عمر ما مشاعر الأخوة هتتحول لحب يا يوسف..انت اللي مش عايز تقتنع.. صمتت لوهلة وأتبعت يوسف انا آسفة مضطرة أقفل معاك....
قال بأسي كل مرة تهربي مني وتنهي حوارنا في لحظة ماشي يافريدة هكلمك تاني..
_ان شاء الله...
أنهت معه المكالمة و لاتزال دموعها تفيض علي وجنتيها..ماهذه الحياة التي تعيشها..حب من طرف آخر لا تحتاجه ولا تشعر به ..وحب آخر من طرفها لا تستطيع البوح به ولا يجدر بها التعلق به تبا لهذا الحب...!!
__
استقلت الطائرة الموجهة الي القاهرة ترتعد بداخلها وتضطرب نبضاتها وكأنها تقترب ثانية من المصير التي هربت منه كانت قد أبلغت حمزة بموعد طائرتها فاطمئن قلبه عليها قليلا....
هبطت الطائرة و هبط قلبها أسفل ساقيها لاتعلم لماذا هذا الشعور الذي ينتابها..انتهت الإجراءات وخرجت بحقيباتها لتتفاجئ بحضوره...!!
ابتسمت ببلاهة تلقائيا فور رؤيته و خفق قلبها بشدة...اقترب منها هو الآخر ولا يقل شعوره عنها بل يزيد وتعلو ابتسامته علي شفتيه ..
_حمدلله علي سلامتك...
ومازالت الابتسامة علي ثغريها ابتلعت ريقها بفرحة وهمست الله يسلمك..ماقلتليش انك هتيجي
رفع حاجبه بصراحة مافكرتش لقيت نفسي بلبس و بجري حوالين نفسي زي العبيط وعايز آجي اشوفك بسرعة ..
ضحكت بخفة وهي تضع يدها علي فمها فصاح سريعا بصوت عالي يااااه الدنيا ضحكت تاني يا جدعااان..
حدقت عينيها و هتفت به مبتسمة صوتك عالي جدا علي فكرة..
نظر حوله يمنة ويسرة في مزح معلش نسيت نفسي والفرحة أثرت علي مخي...
وتستمر ضحكاتها الخفيفة التي تجذبه اليها دون أن تشعر وتذيبه بين يديها....
قال مشيرا أمامه طيب يلا ...
_يلا ايه
_علي اسكندرية..
_مين
ضحك هاتفا مالك يا فريدة انتي مش قلتي انك هتقعدي في شقتكوا في اسكندرية
أومات برأسها اه قلت...
_طيب أمال مالك 
_مفيش بس مش فاهمة..
_مش فاهمة ايه هوصلك..
قالت بجدية لأ طبعا..ازاي يعني جاي من سفر و عايز تسافر تاني وبعدين هترجع تسافر تاني للقاهرة..
_لأ عادي ماتقلقيش..وبعدين أنا هقعد يومين كدة في اسكندرية مش هروح النهاردة..
عقدت حاجبيها فأتبع مستفهما بمزح مالك يافريدة مستغربة ليه
كدة
قالت مندفعة ببلاهة هتقعد فين في اسكندرية
ضحك بشدة وأتبع هقعد في أقرب شقة جمبكأكيد هلاقي يعني..
استسلمت أخيرا واستقلت معه السيارة وانطلقا الي الاسكندرية...
تبادلا أطراف الحوار لدقائق ولكن كان فكره يطارده عما حدث لها من قبل بشار لم يستطع الصبر فسألها عما حدث...
تغير مزاجها وتبدلت ملامحها وهي تجيب عليه حمزة قلتلك قبل كدة مش عايزة أتكلم في الموضوع ده تاني...
قال بجدية بس أنا لازم أفهم بردو أنا مخي عمال يودي و يجيب...
_لأ ماتخليهوش يودي ويجيب خليه يطمن الحمدلله حصل خير..
أتبع بعصبية أهو كلمة حصل خير دي لوحدها بترعبني..من فضلك احكيلي اللي حصل يافريدة..
قالت بحسم مش هحكي يا حمزة وخلاص بقا قفل عالموضوع ده...
ابيضت عقلات أصابعه وهو يقبض بشدة علي مقود سيارته پغضب لاحظت فريدة غضبه المكتوم حاولت تغيير مجري الحوار وقالت فجأة حمزة..
لم يجب عليها فأتبعت هاتفة حمزززة...
قال بنبرة أجشة وهو متحاشي النظر اليها ومازال عالقا نظره علي الطريق نعم..
_الأكل في الطيارة كان وحش أوي..!!
حرك راسه ناحيتها باستغراب ونظر ثانية للطريق أمامه يعني ايه يعني
_يعني جعانة بصراحة و ممعيش فلوس مصري...
_يادي الفلوس المصري والاماراتي مش هنخلص بقا من الحجج دي...
حدقت عينيها پصدمة وهتفت حجج!!
ابتسم بثبات قليلا فقد نجحت في اخراجه من حالته الغاضبة قليلا عايزة تاكلي ايه
قالت بدون تفكير كشړي!!
_كشري وجاية علي نفسك ليه كدة
_نفسي فيه والله بجد...
قال مصطنع الجدية حاضر أول ما يقابلنا حد هقف..
ابتسمت برقة شكرا...
ابتسم هو الأخر محاولا اخفاء ابتسامته ورسم الجدية علي ملامحه...
_
وفي القاهرة...
_طيب وناوي علي ايه يا يوسف
_مش عارف يا مراة خالي بس لو وصلت بيا أسافرلها هناك هسافر...
فركت يديها في ڠضب يا مين يناولهالي دلوقتي والله لأفرتكها بإيديه الإتنين..
_لأ بقولك ايه استهدي بالله كدة وروقيفريدة ماعادتش صغيرة للضړب سيبي الموضوع ده عليا أنا وانا هجبهالك لحد عندك ....
وبعد أن تناولوا الكشري و عادوا الي طريقهم ثانية ولا يخلو من الشد والجذب بينهم تارة والضحك والمرح تارة أخري حتي وصلا الي مقر شقة الاسكندرية ومر الوقت بينهم سريعا...
ترجلا من السيارة ليلاحظها بواب البناية و يندفع اليها مهللا ...
_ست فريدة يا ألف مرحب منورة والله...
_ده نورك ياعم دسوقي ازيك وازي الجماعة والولاد...
_كلهم بخير يا ست فريدة وبيسلموا عليكي..
_الله يسلمهم..الشقة نضيفة ولا ظروفها ايه
_جاهزة ياست فريدة و زي الفل...
صف حمزة سيارته بعد أن أخرج الحقائب منها....
توجها داخل البناية و حمل دسوقي احدي حقائبها من علي الأرض ودلف الي المصعد..
توقفا للحظات خارج المصعد الآخر...
لاتعلم كيف أو لماذا صرحت له بسرها هذا ولكنها أرادت ذلك أرادت إما أن تقطع أملا قد بدأ أو أن تتأكد من مشاعر قد ولدت أرادت أن
ترسي علي بر حتي ولو كان هذا البر مؤلم لها و لقلبها....
عقد حاجبيه مبتسما ثم رسم تكشيرة مصطنعة علي وجهه وهتف بتصنع ازاي ماقلتليش قبل كدة 
عقدت حاجبيها في حزن وهتفت بخفوت مجاتش مناسبة..
استدارت لتصعد بعد
 

تم نسخ الرابط