لا انتي زودتيها قوي لو ابوكي معرفش يربيكي انا موجود
المحتويات
طول ماانت معايا كل حاجه سهله يابابا
أضاء هاتفها بدون صوت حيث كانت خاصية الصمت مفعلة به بدت مرتبكة مع رؤية الإضاءة وأسرعت تمسك به فسألها إبراهيم
مين بيكلمك بدري كده
ف نهضت عن جلستها و
دي نغم هرد عليها جوا عشان كانت عايزاني في موضوع
ودلفت للداخل في عجالة وكأنه لم يقتنع تغير لون وجهها والتوتر الذي تجلى على
وقف أمام باب غرفتها الموصد وحاول يستمع لبعض كلماتها الخاڤتة ف التقطت مسامعه عبارة واضحة
مش هعرف اكلم معاك طول ما بابا موجود لما ينزل هتصل بيك
ارتفع حاجبيه وحدقت عيناه في ذهول خاصة حينما أستمع لباقي العبارة
ذكرى سيئة للغاية هجمت بشراسة على عقله الآن كأنه يرى ويسمع صوت منار في اللحظات الأخيرة قبيل أن يكون رسول عزرائيل لها آلمته رأسه وأحس بنفس الحرارة تنبعث من صدره المستشيط ولكن الآن ابنته يبدو إنها سارت على النهج الذي سلكته والدتها الخائڼة ولكنه لن يسمح بتكرار المأساة من جديد لن يتركها تضيع من بين يديه سحب إبراهيم نفسه من أمام غرفتها بثقل شديد تكالب عليه وجلس يفكر كيف سيكشف حقيقة الأمر وماذا سيفعل
خرجت ملك من غرفتها وأقبلت عليه وهي تردف ب
أنا هروح لنغم شوية بعد الضهر يابابا
فأومأ برأسه
ماشي متتأخريش وأنا هقعد النهاردة عشان مش قادر أنزل المحل
ونهض عن مجلسه و
ماشي
ولج لغرفته وأوصدها عليه تاركا إياها تعتقد إنها حرة كي تخطئ وتترك ثغرة من خلفها يستطيع بها إبراهيم الوصول للأمر
كانت الإستعدادات على أهبتها لديه كي يسافر للعاصمة الألمانية برلين مساء اليوم لقضاء يومان سينهي فيهما عملا يخصه وضع يزيد تذكرة السفر المرفقة بجواز السفر خاصته في جيب معطفه ثم تركه جانبا وراح يتفقد شيئا هاما فتح خزانته الخاصة الكبيرة التي تأخذ مساحة نصف الحائط المقدر ب متران تقريبا وسحب مبلغ من المال النقدي ليتفاجأ بمشهد ما
وهي تعبث في أدراج مكتبه تحفزت حواسه وراقب ما تقوم به بتركيز ودقة شديدين حتى استنبط إنها تضع ملف ما وتغلق الدرج ثم استعادت ثباتها وخرجت من الغرفة بحرص
برقت عينا يزيد وهو يستعيد في ذهنه ماذا كان يوجد في درج مكتبه الثالث ابتعد قليلا وعقله منشغلا بما رأى يبدو إنها لعبة جديدة يستعد لها الثنائي المعادي له
الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح برجاء
لم يستكمل سماعها وأغلق المكالمة فورا ثم لجأ لأحد التطبيقات الشهيرة للدردشات الصوتية والمرئية وبدأ في تسجيل مقطع صوتي
أفتح درج مكتبي التالت هتلاقي file على الوش شوف ده بتاع إيه وبلغني فورا
وأرسل المقطع شرد وهو ينظر لتلك الشاشة التي أنقذته للمرة الألف ثم غمغم ب عصبية
هتعملي فيا إيه تاني يارغدة
بعدما أوهمها إنه ذهب ليتابع أمور العمل بالمتجر الخاص به راح يتجسس عليها وحرص حرصا شديدا على أن لا تشعر بوجوده تلك الكلمات التي سمعها بمحض الصدفة أشعلت نيران الشك برأسه وجعلته يتذكر أمورا عصيبة أعتقد إنه نساها يوما
ترجلت ملك من سيارة الأجرة أمام بناية راقية ثم دلفت للداخل بخطى متعجلة ترجل إبراهيم أيضا من السيارة التي كانت تقله أثناء مراقبتها وراح يتفقد تلك البناية الغريبة
وقف بالخارج لحظات حتى خرج له فرد الأمن وهو يسأله
أيوة ياحج بتدور على حاجه
فسأله على الفور
هي البنت اللي لسه داخله دي طلعت فين
ف تنغض جبين فرد الأمن بذهول و
وحضرتك بتسأل ليه تعرفها
فكر إبراهيم سريعا في كڈبة يبرر بها ولكنه لم يجد ف قلص على نفسه المسافات و
دي بنتي وانا عايز اعرف هي جاية عند مين يعني لما خرجت كانت تعبانة شوية وانا قلقان عليها بس
أومأ فرد الأمن رأسه مصدقا ما قال وأفاض له
دي بتيجي هنا لدكتور نفسي في الدور التاني ليها كام شهر كده بتزوره
ارتفع حاجبيه بذهول و
دكتور نفسي!!
آه
وكأن تقلصا أصاب معدته فور عمله بأمر گهذا طأطأ رأسه يفكر قبل أن يعاود تساؤلاته
طب آ يعني الدكتور ده كويس! أقصد يعني شاطر
من ناحية شاطر فهو باين عليه شاطر أوي بس يعني آ عينه زايغة حبتين
ف اضطرب وهو يسأل بتخوف
يعني إيه
فأجاب فرد الأمن بصراحة مطلقة
يعني بتاع نسوان من الآخر
گأنها كانت عبارة كافية لأن يصدر حكمه حيال ما سيفعله الفكرة ولدت في ذهنه منذ الصباح ولكنها ترعرعت الآن وترسخت في عقله أكثر عليه اتخاذ خطوة لحمايتها من نفسها خاصة بعدما حصلت على كامل حريتها
غادر إبراهيم وفي صدره غصة مرة ومؤلمة غصة اعتاد عليها في زمن ما وها هي تعاوده من جديد
ترك النادل المشروبات الساخنة على الطاولة وأنصرف بينما كان يزيد ناظرا لعمه الذي كبر أضعاف عمره من فرط الهم زفر وهو يسحب الكوب خاصته و
أنا معاك في اللي بتفكر فيه بس مين قالك إن يونس هيوافق
تنهد إبراهيم و
دي مهمة لازم يقوم بيها يايزيد ولا عايزني أتفرج على بنتي الوحيدة وهي بتحصل الڤاجرة أمها
مقولتش كده لكن انت متعرفش يونس زيي يونس مثالي شوية تربية كاريمان هانم ماانت عارف إنه قضى أغلب حياته مع نينة
كأن إبراهيم كان له نظرة أخرى ل يونس أوضحها قائلا
يبقى انت اللي متعرفش يونس كويس الأسود اللي جواه بيطلع في الوقت المناسب بس لما يحتاجه وده الفرق بينكم
قطب يزيد جبينه وهو يترك الكوب و
فعلا ده الفرق
ونظر في ساعة اليد خاصته
معلش مضطر امشي فاضل ٣ ساعات على طيارتي ويونس قرب يوصل القاهرة لما يوصل هيكلمك تكون فكرت في كلامنا يمكن تغير رأيك
أومأ إبراهيم برأسه بينما نهض يزيد مستعدا للرحيل بدا وكأنه سيفكر في قراره جيدا مرة أخرى لعله بالفعل يتراجع
جلس إبراهيم على المائدة بينما كانت ملك تعد الطعام له لا بد من مدخل قوي يستطيع به استدراج ملك لكي تبوح بما بداخلها حتى يكون حكمه أخير ومقنع
جلست قبالته وقد انفتحت شهيتها رفعت بصرها نحوه لتجده واجما هكذا فسألته بعد أن ابتلعت طعامها
مش بتاكل ليه يابابا
ف أجفل بصره و
هاكل أهو بس عايز أسألك عن حاجه انتي عمرك ما كلمتيني عن أحلامك ولا نفسك في إيه!
ارتفع حاجبيها تلقائيا من سؤاله الذي لم تتوقعه قط وصمتت قليلا كأنها تفكر في الأحلام الكثيرة التي شيدتها أعلى ناطحات السحاب لاحت ابتسامة آمله في مستقبل مبهج سيعوض الأيام القاسېة التي مضت بينما ظل إبراهيم يتطلع لوجهها الذي أشرق وتفتحت فيه الزهور حتى خرجت عن صمتها قائلة
عايزة أكمل تعليمي عايزة أعيش الحياة اللي استاهلها وكل البنات اللي زيي عايشينها
التقط والدها الملعقة وكأنه سيتناول ثم قال متعمدا استثارتها
يعني مش هتفكري تجوزي تاني أقصد يمكن تلاقي الإنسان اللي يستحقك
ف أجفلت بصرها بتردد هل تخبره الحقيقة أم تخشاه گالعادة فقطع عليها تفكيرها ذلك مؤيدا الرأي الذي ستختاره هي كي يكون مقنعا
يعني لو لقيتي اللي تحبيه ويحبك مفيش مانع تبدئي من جديد
ف انشرح صدرها بسعادة
تجلت على ملامحها وهي تسأل غير مصدقة
بجد بجد يابابا ده رأيك
بينما قلبه ټأذى لكنه لم يظهر ذلك كي يتمكن من الوصول لمبتغاه وقال مراوغا
طبعا ده رأيي أنا يهمني سعادتك ياملك
ضحكت من فرط السعادة ولم تستطع التحكم في نفسها أكثر من ذلك ولم تكبح رغبتها الملحة في إخباره بما يجيش به صدرها
الصراحة كده أنا لقيت الحد ده
أرتعد قلبه وتسائل بهدوء ما قبل العاصفة
حد!! حد مين وعرفتيه أمتى
ف أطرقت رأسها بضيق وهي تذكر كيف تعرفت إلى ذاك المجهول
الدكتور بتاعي كنت بتعالج عنده كم فترة
وبعدين
فركت أصابعها بتوتر و
بيحبني أوي و هو اللي ساعدني إني آخد حريتي
وقبل أن ينهض إبراهيم عن مكانه كانت تلحق به عندما شعرت ببوادر غضبه و
بس هو هييجي يقابلك أكيد أكيد هييجي
فأردف بنبرة مقتضبة
ينور
استمعت لصوت الباب ف راحت تتفقد من الزائر لتجدها نغم ف دعتها و
أدخلي يانغم
فناولتها نغم حقيبة صغيرة و
خدي يالوكا نسيتي البيچامة بتاعتك عندي
دلف إبراهيم للداخل وهو يتعرج متحسسا صدره المصاپ بفرط الألم في الفترات الأخيرة وكأنه كان بحاجه ل هم جديد
أوصد باب الغرفة وجلس رويدا رويدا يكاد يبكي بصوت مكتوم لكنه يتماسك بصعوبة بالغة سحب هاتفه الصغير عن الكومود وبدأ يجري اتصالا هاما يرتبط بقراره المصيري التي سيتخذه بشأنها والذي لا رجعه فيه مهما حدث أجاب الطرف الآخر ف تنهد إبراهيم ب تعب و
انت فين يايونس أنا مستنيك يابني
الوقت الذي قضته ملك أمام المرآه تستعد للنزول كي تبتاع بعض الحوائج برفقة نغم لم يكن طويلا ولكن ما استغرق منها وقت حقا هو نظرها لشعرها الذي دفنته قبل آوانه وضعت حجاب الرأس ببعض الإمتعاض والتمرد أحست برغبة شديدة في تقطيعه عن رأسها وتركه حرا بلا قيود ولكنها لن تقدر على قرار گهذا الآن
تلوت شفتيها بسخط وخرجت من الغرفة فرأت والدها يضع الشاي بنفسه على الطاولة و
تعالي ياملك أشربي شوية شاي قبل ما تنزلي
ثم نظر لساعة الحائط و
الساعة ١٠!! مش عارف لزومها إيه النزلة دي السعادي
معلش المحل جمب البيت يابابا هقابل نغم نجيب حاجه وأرجع على طول
تناولت كوب الشاي و
تسلم إيدك يارب
وأعربت عن تعجبها من موقفه ولينه الذي لم يظهره هكذا من قبل
أول مرة تعمل شاي بنفسك!
فرمقها بغرابة قبيل أن يبدأ ب ارتشاف الفنجان خاصته و
أهي مرة من نفسي
تأففت منزعجة من سخونته المفرطة و
سخن جدا أنا هجيب شنطتي عشان انزل ع طول
ودلفت نظر إبراهيم للكوب الذي تركته وظلت عيناه عليه حتى عادت من جديد وحملته لترتشف منه رشفة واحدة ثم تحركت نحو الباب و
تسلم إيدك يارب
متتأخريش
حاضر
أغلقت الباب ف زفر إبراهيم وهو يطبق جفونه قائلا
يارب مكونش أتأخرت عليكي ياملك يارب ما تكوني غلطتي الغلطة دي
كانت ملك تنظر لهاتفها كي تتصل ب صديقتها قبل أن تغادر البناية ولكنها أحست بتشويش في نظرها اعتصرت جفونها محاولة إن ترى جيدا ولكن ثقلا يجثو عليهن
تنهدت وهي تردف
إيه بس الزغلله دي!
خرجت من البناية وهي تحس ب انخفاض في معدل قدرتها على السير ف لمحت ذلك الظل الذي يقف أمامها يبدو إنه رجل رجل يستند على سيارته المصفوفة أمام البناية وينظر نحوها تجاهلته رغم ملامحه المألوفة إليها شيئا ما وراحت تصطدم بحجر وقع أسفل قدمها وقبل إن تترك جسدها الرخو يسقط مفترشا على الأرض كان يتناولها بذراعيه
متابعة القراءة